الأحد، 25 أغسطس 2013

النائب وليد جنبلاط الحائر والخائف على مستقبل الدروز وما هي قصة تهديده غير المباشر

  لهذا السبب ارتعب جنبلاط من حزب الله
اعتبرت صحيفة "الجمهورية" أن الخوف هو سبب تقلب النائب وليد جنبلاط. وآخر مظاهر الخوف بحسب الصحيفة تراجعه عن طرح الحكومة الحيادية بعد التلويح بها. هو أطلق بالون "حكومة الأمر الواقع"... وعندما تذوَّق الخيبة، أطلق العنان لحملة ضدّها: "لا تقوم حكومة من دون مشاركة الجميع. وإلى السعودية ذهبنا لنقول لهم ذلك".
وأضافت الصحيفة أن الرسالة التي تلقّاها جنبلاط، وفيها أنّ "الشوف وعاليه أصغر من القُصير"، كانت حاسمة في دفعه إلى قرار التراجع. فالبعض اعتبرها تهديداً بـ7 أيّار جديد. لكنّ هناك كلاماً يتردّد في بعض الأوساط عن أبعاد أشدّ خطراً من 7 أيار يجري الهمس بها.
خلاصة هذا الكلام بحسب "الجمهورية" أنّ جنبلاط وأركان الطائفة عموماً، يتداولون اليوم طروحات إستراتيجية حول مصير الطائفة، في ظلّ ما قد يفرزه الصراع السوري، واحتمالات الفرز المذهبي والعرقي والطائفي للواقع السوري في مرحلة لاحقة. وهم يطرحون الأسئلة عن مستقبل الدروز في لبنان وسوريا وفلسطين المحتلّة، في نهاية الصراع الجاري.
فالأكراد تظهر خصوصيّتهم تدريجاً، وكذلك العلويّون، والسنّة في سوريا. أمّا الدروز، فهناك كلام عن طروحات تلقّتها مرجعيات رفيعة في الطائفة، في لبنان وسوريا، عبر أقنية ديبلوماسية، تستهدف جسّ النبض حول احتمال قيام كيان درزي يضمّ دروز إسرائيل والجولان والسويداء، ويمتدّ من السويداء مروراً بدرعا إلى الجولان حتى حدود جبل الشيخ وحاصبيا.
ومع تحرُّك وزير الخارجية الأميركية جون كيري في إتجاه تفعيل المفاوضات، تلقَّت مرجعيات درزية أسئلة حول موقف الدروز اللبنانيين من إحتمال تظهير كيان درزي في جنوب سوريا. وهناك اقتناع بأنّ جنبلاط وسائر المرجعيات الدرزية يخشون المغامرات المرسومة للمنطقة، والتي قد تدفع الطوائف الصغرى ثمنها، وفي مقدّمهم المسيحيّون والدروز.
وأضافت الصحيفة أنّ جنبلاط يحاذر أيّ "دعسة ناقصة" في أيّ اتجاه قد يدفع الدروز ثمنها في مناطقهم التاريخية في لبنان، ولاسيّما عاليه والشوف. ولذلك، عندما وصل إليه تهديد "حزب الله" غير المباشر، والذي يطاول عمق الجبل، إرتعب وفضّل التراجع عن أيّ طرح يزعج "الحزب" أو يستفزّه.
فجنبلاط يدرك المخاطر الإقليمية وتداعياتها، وهو الذي عبّر قبل أشهر عن تخوّفه من تهجير أهل عرسال لوصل الساحل الغربي بدمشق والبقاع، وهو ينظر في جدّية إلى أنّ المنطقة قد تكون مقبلة فعلاً على التفكّك عاجلاً أم آجلاً. وهو قال في أوساطه: إنّ عائلة جنبلاط مؤتمنة على الطائفة منذ 400 سنة، ولهذا فالخطأ ممنوع.
وأشارت الصحيفة الى أن جنبلاط اليوم يضع رِجلاً في واشنطن وأخرى في طهران وموسكو. فالمسألة جدّية جداً بالنسبة إليه، وهو يناور قدر الإمكان لحفظ الطائفة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق