الاثنين، 26 أغسطس 2013

نقلاً عن موقع سلاب نيوز : كمين «درعا-دمشق»، الفيغارو قدمت نصف الرواية

حمزة الخنسا

مع تصاعد الحديث في الأروقة الدولية عن تدخل عسكري أميركي وشيك ضد سوريا، برزت المعلومات الاستخباراتية التي سُرّبت عبر صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن أن "أولى الوحدات السورية التي تم إنشاؤها وفق نظام حرب العصابات العسكري بإشراف الأميركيين في الأردن بدأت عملها منذ منتصف آب في جنوب سوريا، في منطقة درعا.

المجموعة الأولى مؤلفة من 300 رجل، وهي من دون شك مدعمة برجال الكوماندوس الإسرائيلي والأردني، وبرجال من ضباط الـ"سي.آي.أي"، قطعت الحدود في 17 آب. فيما التحقت مجموعة ثانية بها في 19 آب".

وفي الوقت الذي تؤكّد مصادر عسكرية حليفة للجيش السوري، دخول فِرَق الكومندوس الفرنسية والإسرائيلية والأميركية على رأس مجموعات سورية مسلّحة عبر الحدود الجنوبية مع الأردن. تقدّم رواية مخالفة عمّا قالت إن الرواية الاستخباراتية حاولت تسويقه عبر "لوفيغارو".

كمين الاوتوستراد
تقول المصادر إن وحدات استطلاع تابعة للجيش العربي السوري حصلت على معلومات من عملاء مزدوجين نجحت في زرعهم داخل قاعدة عسكرية في الأردن قريبة من الحدود السورية، تحتضن تدريبات لمئات من الجنود السوريين المنشقين على أيدي ضباط أميركيين، وأفادت المعلومات بتحرّك مجموعة طليعية من الجنود الذين أنهوا تدريباتهم على حرب العصابات، باتجاه درعا بعدما اجتازوا الحدود الأردنية ـ السورية.
وتشير المصادر الى أن هذه المجموعة الطليعية التي كان على رأسها ضباط من الجنسيات الأميركية والفرنسية والإسرائيلية، ولا تضم أردنيين، تحرّكت على خط موازٍ للاوتستراد الذي يربط درعا بدمشق بطول نحو 65 كلم ويخترق عشرات القرى في ريف العاصمة السورية، في طريقها لتنفيذ عملية افتتاحية تلحقها عدة عمليات تهدف في المحصلة الى استعادة السيطرة على أكبر عدد ممكن من قرى ريف دمشق بما فيها إعادة التوازن العسكري لمسلحي المعارضة في الغوطتين الشرقية والغربية.

وتكشف المصادر أن وحدات خاصة من الجيش العربي السوري كانت قد أعدّت كميناً محكماً لاستقبال المجموعة عند نقطة حُدّدت بـ"النقطة صفر"، وفق خطة دقيقة قضت بتسهيل تقدّم الكومندوس الغربي الى نقطة المكمن بسهولة ويسر. وإذ تحفّظت المصادر على تحديد نقطة المكمن، قالت إن الوحدات السورية الخاصة أطبقت بإحكام على القوات المهاجمة، وأمطرتها بوابل من القذائف الصاروخية المباشرة والصواريخ، بعد قيامها بتفجير نسفيات ضخمة معدة خصيصاً لهذا الغرض، وتبلغ زنة النسفية الواحدة عدة مئات من الكيلوغرامات وقد سبق وتم تجهيزها بأشكال تناسب طبيعة الأرض في تلك المنطقة ومموزعة على طول طريق إجباري للقوة التي اجتازت الحدود.

وأكدت المصادر مقتل عدد من ضباط القوة المهاجمة من جنسيات إسرائيلية وأميركية وفرنسية، تم سحبهم لاحقاً، فضلاً عن مقتل العشرات من أفراد القوة من السوريين المدرّبين على حرب العصابات. غير أن المصادر لم تفصح عمّا إذا كانت القوات السورية الخاصة قد تمكّنت من أسر عدد من الضباط المذكورين أو احتجاز بعض الجثث.

قلب دمشق.. الهدف
هذا الكمين، دلّل على الهدف الأميركي من ممارسة الضغوط المتكررة، أي منع خسارة الغوطة، وإبقاء العاصمة دمشق في قلب الخطر. لكن بالعودة الى مضمون الرواية التي سُرّبت عبر "لوفيغارو" يتبيّن أن كل التحركات الاستخباراتية والعسكرية في هذا السياّق هي محل رصد ومتابعة من قبل الجيش السوري.

علماً أن الكمين الذي استُدرجت إليه قوات الكومندوس الغربية لم يكن فريداً من نوعه، فقد كمنت وحدة من الجيش العربي السوري في 7 آب الجاري لمجموعة تضم العشرات من مسلّحي "جبهة النصرة" جنوب غرب المدينة الصناعية بمدينة عدرا في ريف دمشق، خلال محاولة التسلّل إلى الغوطة الشرقية لمهاجمة إحدى النقاط العسكرية في ريف دمشق، وقتلت نحة 60 عنصراص منهم ومصادرت أسلحتهم، من بينها رشاشات "عوزي" إسرائيلية الصنع. وفي في 21 تموز الماضي نصب الجيش العربي السوري كميناً مماثلاً في عدرا لمجموعة مسلّحة قتل 49 عنصراً من عناصرها.

تستمر المحاولات الأميركية الحثيثة لإحداث توازن عسكري على الأرض في ريف دمشق، ومساعدة مسلحي المعارضة على استعادة السيطرة على مناطق واسعة كانوا قد خسروها بفعل العمكليات العسكرية الأخيرة للجيش السوري. ولم يعد خافياً على المتابعين للأحداث السورية الخطوات الجدية الأخيرة التي اتخذتها الاستخبارات الأميركية بالتعاون مع نظيرتيها في الأردن والسعودية، في سبيل تجميع مجموعات مسلّحة في الأردن تضم عناصر منشقة عن الجيش السوري النظامي، وتدريبها وإعدادها لتكون نواة الجيش السوري الجديد الذي سيكون بديلاً الجيش العربي السوري بحال سقط النظام في دمشق، وخصوصاً بعد فشل الجيش السوري الحر في تنقية صفوفه من القاعديين والتكفيريين الذين باتوا يشكلون حرجاً للإدارة الأميركية والغرب الداعم للحرب على سوريا.

الصاعق داخلي أم خارجي
في هذا السياق، يقول الباحث في المعهد الفرنسي للتحليل الإستراتيجي دايفيد ريغوليه- روز، إن الفكرة التي توصّلت إليها واشنطن تقضي بإقامة منطقة عازلة إنطلاقاً من جنوب سوريا، تفرض عليها حظر طيران، ما يتيح لها، وبكل أمان، تدريب المعارضين، حتى يتغيّر ميزان القوى. ولهذا السبب قامت الولايات المتحدة بنشر بطاريات باتريوت وطائرات أف-16، في نهاية حزيران، في الأردن.
ومع تكرار فشل المحاولات الأميركية إيجاد موطئ قدم لجيشها السوري الجديد على الأرض، لإعادة التوازن بين الجيش العربي السوري ومسلّحي المعارضة السورية، وتفاعل الحديث عن تدخّل عسكري ضد سوريا بحجة السلاح الكيماوي، يبرز التساؤل حول جدّية تلك التهديدات وعمّا إذا كانت المنطقة تعيش لحظاتها الأخيرة قبل الانفجار الكبير.

0 التعليقات:

إرسال تعليق