الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

حلب بين الحياة والموت إعداد الإعلامية ندى نور الله

 حلب بين الحياة والموت

 حلب المدينة الساحرة التي تخطف أحلامك وتزرع في حياتك الدهشة تفاجئ زائريها بلحظات من الدهشة ، فهي عاصمة الثقافة الإسلامية ولها تسميات عديدة لكن الأحب إلى القلب هي انها حلب الشهباء التي تجمع سحر الصفات من الشرق والغرب

عندما تقف أمام قلعتها تلحظ عظمة تاريخها و تنظر منها لترى المدينة المليئة بالأمل والحياة ... قسوة حجارتها جعلتها أقوى من الذاكرة تمشي في أسواقها القديمة لتشم رائحة الماضي فطريق الحرير مر من هنا وترى الأديان كل الأديان قد سكنت في حاراتها

  في مدينة حلب سر كبير فهي تجمع القسوة بالرومانسية فالجوامع والكنائس والخانات و الأكل والطرب والحب الخائف والكبت الإجتماعي كلها مميزات مدينة حلب

  حلب فسيفساء متلونة في النهار وفي الليل ، إنها بلد الـ1000 مسجداً والمساجد هذه انتمت إلى عصور مختلفة في كل منها خصائص العصر الذي بنيت فيه

تقع مدينة حلب في شمال سورية تعتبر مركزاً تجارياً بالغ الأهمية لوقوعها على طريق الحريروتشتهر بمعالمها التاريخية مثل قلعتها الشهيرة وكذلك بصناعاتها اليدوية التقليدية يبلغ عدد سكانها مايقارب 3 مليون نسمة  .

ويمثل العرب السنة 65 في المئة من التعداد السكاني للمدينة فيما يقدر الأكراد من الطائفة نفسها والمقيمون في شمال المدينة بـ 20 في المئةوالمسيحيون يمثلون نحو 10 في المئة نصفهم من الأرمن، فيما الآخرون هم من السريان والروم الكاثوليك والموارنة.

أما العلويون الذين لجأوا وخصوصاً إلى حلب في 1939 بعد ضم لواء الاسكندرون إلى تركيا، فيشكلون 5 في المئة من التعداد السكاني للمدينة حيث، خلافاً لدمشق وحمص، لا يوجد حي علوي صرف غير الحي المخصص للموظفين في الحمدانية في شرق المدينة.

كانت مدينة حلب تعتبر الثقل الاقتصادي لسوريا وشريان تجارتها وصناعتها، فهي المدينة الاكبر في  سورية .من حيث عدد السكان والعاصمة الاقتصادية والتجارية للدولة السورية والرافد الاساسي لها على صعيد الانتاج الزراعي والصناعي والحرفي

 وفيها تتمركز الطبقة البرجوازية من صناعيين ورجال اعمال ومستثمرين، والمدينة الاستراتيجية الثانية  بالنسبة للحكومة السورية ، وأحد اهم معاقله الاساسية بعد العاصمة دمشق


 حتى اعتبرت انها مركز الثقل لديها نظرا لحجم التاييد الشعبي والسياسي لها وهو الذي جعل حلب  شهورا بعيدة عن هلوسات الثورة لتتحول فجأة الى مسرح الحسم  فلماذا

  موقع حلب الجغرافي حيث تمتد على حدود تركيا بمسافة 800 كلم وتتصل بادلب وحماه ما يجعلها موقعا استراتيجيا من الناحية العسكرية والامنية والاقتصادية وهدفا اساسيا وهاما للمجموعات المسلحة المعارضة  للسيطرة عليها لتوفير قاعدة استراتيجية وبيئة افتراضية لهم ينطلقون منها كرقعة جغرافية كي يتمكنوا من اعلان دولة لهم تؤدي فيما بعد لاعلان حكومة علهم ياخذون اعترافا من الدول الخارجية التي لها اطماع تاريخية في حلب كتركيا خصوصا،

 كما تعتبر حلب خطا احمر للحكومة السورية حيث عملت جاهدة كي تحول دون دخولها في المعارك الدائرة في سوريا ولكن اصرار وتصميم الدول الخارجية والدعم الامني والعسكري والمالي والتكنولوجي والاستخباراتي وخصوصا من تركيا التي سخرت حدودها لادخال الاف المسلحين الاصوليين والسلاح من دول عربية وافريقية عديدة جعل من حلب معركة فاصلة ووجودية بالنسبة للحكومة السورية والمعارضة المسلحة في آن معا حتى اطلق عليها "ام المعارك" والتي ستقررهوية الفريق المنتصر في هذه الحرب واضعافها وخرق اقتصادها هو اضعاف للدولة عامة

لهذا تم اقتحام قلعة الصناعة الوطنية ونهب معاملها ومصانعها بمعرفة من الحكومة التركية حيث بلغت القيمة الإجمالية للأضرار والخسائر التي تعرضت لها المنشآت الصناعية والحرفية في حلب، والتي تم إحصاؤها حتى اليوم تجاوزت 50 مليار دولار وفق ما أكده مصدر مسؤول في "غرفة صناعة حلب

 وأشار المصدر أن حجم هذه الخسائر غير نهائي ومرشح للارتفاع، لأن الصناعيين في حلب لا يزالون حتى اليوم يتقدمون إلى غرفتهم باستمارات توضح حجم الأضرار والخسائر التي تكبدوها، وكشف المصدر وفق صحيفة "الوطن" المحلية، عن أن الضرر لحق بالصناعيين أيضاً أنفسهم وعلى مستواهم الشخصي والعائلي بعد تعرض بعضهم للقتل والخطف لهم أو أحد أفراد عائلاتهم وهذا المبلغ لا يشمل الدمار الذي لحق بالابنية والاسواق التجارية والاثرية
 
كما اعلن رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية فارس الشهابي،ورئيس غرفة صناعة حلب  في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» ، أن هناك عمليات سرقة يومية للمصانع السورية من جانب تركيا، مضيفا ان الناس في حلب ينظرون إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على أنه لص حلب

وقال الشهابي ان عدد المصانع المسروقة تجاوز الألف بكثير، موضحاً أن «اتحاد غرف الصناعة السورية أشار في كتابه إلى الخارجية السورية إلى تعرض نحو ألف معمل للسرقة»، مشيرا إلى أن رسالة وزارة الخارجية السورية إلى مجلس الأمن الدولي لم تشر إلى سرقة المواد الغذائية، كالقمح الذي نُهب منه نحو 60 ألف طن
وحول تشــكيك المعارضــة السـورية بالتصريحات الحكومية عن عمليات سرقة للمصانع من جانب تركيا، قال الشـهابي ان «الحكومة ليسـت من تحدث عن ذلك بل إن اتحاد غرف الصناعة السورية هـو الـذي طالــب وزارة الخارجية بإرسـال كتـاب إلى مجلس الأمــن الدولي بهـذا الشـأن»، مشيرا إلى أن «من يدافع عن اللص يكون شريكا له». وأضاف ان «اتحاد غرف الصناعة السـوريــة طالـب بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق»، مؤكدا أنه «يتحمل المســؤولية عن أي اتـهام باطــل موجه إلى الحكومة التركية وأردوغان». 

معركة حلب العسكرية توازيها معركة سياسية دبلوماسية تفاوضية ساحتها طاولة المفاوضات الاقليمية الدولية وخاصة الطاولة الروسية الاميركية وكل منهما يراقب عن كثب ويشغل ميزان الذهب لديه لمعرفة موازين القوى العسكرية في حلب


فإن حسم الحكومة السورية معركة حلب لصالحها سيكون نصرا مهماً على احد اكبر فصائل الجيش الحر والقضاء على امكانية اقامة منطقة آمنة تنطلق منها المعارضة لتوسيع سيطرتها عسكريا

0 التعليقات:

إرسال تعليق