الخميس، 15 أغسطس 2013

كيف سيردّ "حزب الله" على الحرب المعلَنة عليه؟ أنطوان الحايك - مقالات النشرة

كيف سيردّ "حزب الله" على الحرب المعلَنة عليه؟ أنطوان الحايك - مقالات النشرة

لم تكد تمر ساعات قليلة على انفجار الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية حتى انشغلت الاوساط الدبلوماسية الغربية والاوروبية بالاجابة عن سؤال راودها منذ لحظة وقوع الانفجار وتبيان ماهيته وحجمه يتمحور حول كيفية رد "حزب الله" على الحرب المعلنة عليه بعد أن كاد الانفجار الثاني ان يصيب مقتلا، لاسيما ان ردة الفعل الاولى توحي وكأن الهجوم السياسي والامني على الحزب تخطى الخطوط الحمراء وخرج عن السيطرة، وبات يشكل تهديدا مباشرا يفوق باهميته تهديد حرب تموز 2006 له ولقواعده باعتبار أنّ الحرب أصبحت في عقر داره هذه المرة ولم تعد على التخوم.
وبمعزل عن التوقيت المريب الذي يأتي في لحظة سياسية وأمنية حساسة وحاسمة في ظل عملية خلط أوراق إقليمية ودولية وداخلية شاملة، تستند الدبلوماسية الغربية في طرح علامات الاستفهام إلى واقع أشدّ مرارة وهو أنّ الحرب الباردة وتداعيات الازمة السورية على لبنان عموما والحزب خصوصا تحولت إلى حرب استخبارات اقليمية يتواجه فيها اصحابها على الاراضي السورية والعراقية واللبنانية وان كان بادوات محلية.
أكثر من ذلك، فإنّ الحزب المعروف بامتلاكه لأجهزة أمنية محترفة يدرك جيدا طبيعة الحرب المعلنة عليه وتفاصيلها، لا سيما أنّ نتيجة التحقيقات التي أجرتها أجهزة الحزب بعد الانفجار الاول أعطته انطباعا واضحا عن هوية الجهة المخططة وتلك المنفذة، ما يعني أنّه بات في مرحلة حسم خيارته بالنسبة لطريقة الرد.
غير أنّ انفجار الرويس قد يدفع بالحزب الى حسم خياره بالطريقة الامنية والاستخباراتية ذاتها وفقا لقراءة مصدر مواكب، إذ يلاحظ أن العملية الثانية تثبت بما لا يقبل الجدل بانها عملية نوعية ومحترفة للغاية ومدروسة لجهة الزمان والمكان، فالاضرار الاولية الناجمة عنها تشير بوضوح الى حجم المتفجرات المستخدمة ونوعيتها وهي بالطبع من المواد المركبة حديثا وليست من النوع الكلاسيكي والمعروف، وهنا يكمن بيت قصيد الرسالة الموجهة الى الحزب وقياداته وعنوانها "العين بالعين والسن بالسن" ومن يدخل الحرب عليه ان يحسب نتائجها المباشرة وارتداداتها غير المباشرة.
وانطلاقا من هذا المعطى، يعرب دبلوماسي غربي عن اعتقاده بأنّ إعلان الحرب على الحزب يرتبط بشكل او بآخر بدخوله المعركة في سوريا وتأثيره المباشر في مساراتها الميدانية النوعية، خصوصا ان هناك جهة عربية فاعلة تضع في حساباتها ان دخول المقاومة في حرب الشوارع في ريف دمشق وحمص هو الذي رجح كفة النظام وبالتالي فان المشهد لن يتبدل الا بعد خروجها من الميدان، مع الاشارة الى ان الجهة المقصودة تدرك جيدا خبرة الحزب في مجال قتال الشوارع ومعارك الانفاق وحروب المدن.
في الموازاة، يعرب المتابعون لاداء الحزب العسكري والسياسي عن اعتقادهم بان رد الحزب سيكون هذه المرة بالطريقة الرادعة انطلاقا من سياسة موازين الرعب والردع التي يتقنها جيدا وهو مارسها بنجاح منذ سنوات في مواجهته مع الجيش الاسرائيلي واعطت ثمارها بحسب خبراء استراتيجيا الدفاع وبالتالي فانهم لا يستبعدون ان ياتي الرد هذه المرة في عقر دار الجهات المخططة وليس المنفذة، فالجهة المنفذة هي مجرد اداة لجهاز محترف للغاية تابع لدول وليس لتنظيمات أو مجموعات مسلحة، وبالتالي فإنّ قرارا بهذا الحجم اي بحجم التفجير هو اعلان حرب مباشرة صادر عن دولة وليس عن افراد وبالتالي فانه على الجميع انتظار الرد الذي لن يكون اقل حجما من الهجوم وهذا لا يعني بالطبع لجهة عدد الضحايا بل لجهة الوصول الى عقر دار من يعنيهم الامر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق