الاثنين، 9 سبتمبر 2013

جوزيف ابو فاضل في حديث للـ NBN : أوباما تسرّع.. إيران لن تتفرّج والروس يضغطون لمنع الضربة

أوباما تسرّع.. إيران لن تتفرّج والروس يضغطون لمنع الضربة


اعتبر الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ لبنان سيتأثر بالضربة العسكرية الأميركية ضدّ سوريا إذا حصلت، محذرا من أنّ توسّع هذه الضربة من شأنه أن يؤدي لمشاكل كثيرة في لبنان قد تتخذ شكل التفجيرات والاغتيالات، منبّها إلى أنّ حصول أي إطلاق رصاص ابتهاجا بسقوط أي صاروخ في سوريا غير جائز وقد يستجلب ردات فعل.
وفي حديث إلى برنامج "الحدث الإخباري" عبر تلفزيون الـ"NBN" أداره الإعلامي علي نور الدين، أكد أبو فاضل أنّ الضربة العسكرية لسوريا لن تكون نزهة بأيّ شكل من الأشكال، مشيرا إلى أنّ أحدا لا يمكنه التكهّن بردود الفعل عليها، كاشفا في الوقت عينه أنّ الروس يحاولون إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بامتصاص أي ضربة إذا كانت فعلا محدودة.
وفيما جزم أبو فاضل أنّ النظام السوري بقيادة الرئيس الأسد لن يسقط، أعرب عن اعتقاده بأن الضربة لن تقدم ولن تؤخر على الصعيد الميداني في الداخل السوري، مرجّحا أن تبقى موازين القوى على حالها على هذا الصعيد.
 
قمة العشرين كرّست المكرّس
أبو فاضل رأى أنّ قمة مجموعة العشرين التي عقدت في مدينة بطرسبرج الروسية، وهي القمة التي كانت محدّدة مسبقا للبحث في قضايا تعنى بالاقتصاد بالدرجة الأولى، كرّست المكرّس، موضحا أنّ هذه القمة لم يكن منتظرا منها أن تقرر الضربة العسكرية لسوريا أو أن تزيد الشرخ أو تخففه، مشيرا إلى أنّ هذه القمة كانت محددة مسبقا ولذلك لا يمكن اعتبارها انطلاقة جديدة للعملية السياسية العالمية.
وجدّد أبو فاضل القول أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما يسعى من خارج مجلس الأمن الى فرض سيطرته على المنطقة بنظام عالمي جديد يبرر فيه عبر ذريعة السلاح الكيميائي تدخله في سوريا ويبرز بطولاته وعضلاته من خارج الشرعية الدولية ومن خارج البند السابع، مشددا على أن أوباما يتحرك كانه شرطي عالمي.
وفيما تحدّث أبو فاضل عن خلاف روسي أميركي معروف وتاريخي، لفت إلى أنّ هذا الخلاف واضح في السياسة والعقيدة والنظرة منذ ايام الاتحاد السوفياتي حتى اليوم، وأشار إلى أنّ قمة العشرين كرست المكرس ووضعت كل الامور الموجودة من السابق ووفرت على الاميركيين زيارات مكوكية.
 
الروس يقنعون الأسد بامتصاص الضربة المحدودة
من جهة ثانية، أكد أبو فاضل وجود النية لدى الولايات المتحدة الأميركية بضرب سوريا والعدوان على سوريا ولو بشكل محدود كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، لكنه لفت الانتباه إلى أنّ الضربة ضربة والعدوان عدوان.
وإذ أشار إلى عدم قدرة أحد على التكفل بالنتائج وردود الفعل على أي ضربة، كشف أنّ الروس يسعون جاهدين لكي يقنعوا الرئيس بشار الاسد بامتصاص الضربة إذا كانت محدودة لكي لا تحصل حرب شاملة في المنطقة.
ونفى أبو فاضل ما يقال عن أنّ النظام السوري لم يردّ أبدا على الاعتداءات على سيادته وأرضه، مشيرا إلى أنه رد في الجولان على اعتداء العدو الاسرائيلي في جمرايا، حتى أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو استعار اللغة الخشبية من النظام حين قال أن إسرائيل سترد في الزمان والمكان المناسبَين، مشددا على أنّ هناك أمكنة ردّ فيها السوري عمليا.
 
عن ربيع النكاح العربي
وانتقد أبو فاضل ما يسمى بالربيع العربي، مشيرا إلى أنّ السوري هو الذي افشل الربيع العربي او ربيع النكاح العربي، لافتا إلى أنّ الربيع العربي هو ربيع لا اخلاقي وهو الربيع الذي نزع المجتمعات العربية والاسلامية والذي استباح كل المحرمات.
وأوضح أبو فاضل أنّ الدول التي شهدت ما سمّي بالربيع العربي باتت تعيش اليوم وسط الفوضى والخراب والدمار، لافتا إلى أنّ ليبيا تدمرت كما أنّ هناك مشاكل واغتيالات في تونس وكذلك في مصر والمغرب والعراق، وأشار إلى أن للبنان حصته أيضا عبر المناطق المحاذية لسوريا من مجدل عنجر لعرسال وصولا الى عكار، ملاحظا أنّ كل هذه المناطق المؤيدة لما يسمى الربيع العربي هي خارج سيطرة الدولة.
 
إيران لن تتفرج على سوريا تسقط
وفيما رأى أبو فاضل أنّ مرد التراجع في اللهجة الاميركية اللقاءات التي حصلت مع روسيا، أشار إلى أنّ الجمهورية الاسلامية في ايران اخرجت كل منظومة الصواريخ التابعة لها ومعروف أن إيران ألهت العالم بالمفاعل النووي فيما كانت تجهز آلاف الصواريخ، ولفت إلى أنّ ايران عندما تقول انها تريد ان تقاتل وتشارك في المناورات فهي تعني ما تقول، وبالتالي سوف تستهدف كل المراكز الاميركية في الخليج.
وإذ أكد أنّ الايرانيين لن يتفرّجوا على سوريا تسقط، لفت إلى أن  لا احد يناسبه القيام بحرب عالمية على ابواب فصل الشتاء، مشيرا إلى أنه أنه لا يرى إلا ضربة صغيرة ومحدودة.
 
أوباما تسرّع وإيران لن تتراجع
وردا على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما تسرّع بحديثه عن الضربة العسكرية لسوريا، متحدثا عن ضغوط يتعرض لها أوباما من اللوبي الصهيوني لتقسيم الدول العربية واستهداف الطائفة السنية التي تمثل الأكثرية، لافتا إلى أنّ الرئيس الاميركي يتحدث بالضربة منذ سنتين ونصف باعتبار انه لا يقبل الخسارة في سوريا.
وإذ شدد على أنه لا يمكن للسعودية ان تقول انها تحكم من المحيط الى الخليج، وحذر من أن توسيع الضربة سوريا يؤدي لتفتيتها وبالتالي تحصل حرب شاملة، لكنه شدّد على أنّ ايران التي تدعم سوريا لن تتراجع عن هذا الدعم، مؤكدا أنها يمكن ان تتدخل عسكريا اذا كان هناك خطر على اسقاط النظام او خطر حصول ضربة شاملة.
 
ثلثا سوريا بيد الجيش العربي السوري
وجزم أبو فاضل أنّ الضربة الأميركية لسوريا لن تقدم ولن تؤخر، كما ربطها بتقدّم قوى الجيش العربي السوري في الداخل السوري، معتبرا أنها تأتي لتحاول أن تعوّض بعض الشيء الهزائم التي منيت المعارضة السورية أو ما سمّاها بالمعارضات السورية في الآونة الأخيرة، وقال: "قالوا بابا عمرو لن تسقط وسقطت بابا عمرو وبعدها قالوا لن تسقط القصير وسقطت القصير وكذلك سقطت حمص المدينة كلها والجيش يسترد معظم المناطق التي كانت المعارضة استولت عليها".
ولفت إلى أنّ اكثر من ثلثي سوريا اصبح بيد الجيش السوري ولم يعد امامه سوى حلب، وبالتالي فإنّ الاميركي يريد القيام بضربة لمنع الاسد من التقدم في ريف دمشق، مرجحا أن يتم توجيه الضربة في ضوء ذلك لبعض المراكز العسكرية أو ثكنات الجيش، لافتا إلى أن النظام اتخذ احتياطاته.
 
الحرب الشاملة ليست نزهة وشدّ الحبال سيستمرّ
وفي حين انتقد أبو فاضل موقف المملكة العربية السعودية المؤيد للعدوان على سوريا، أشاد بموقف أكبر دولة إسلامية سنية، في إشارة إلى إندونيسيا، ملاحظا أنّها ضدّ السعودية في هذا الملف، لافتا إلى أنّ الاتحاد العالمي للمسلمين موجود في اندونيسيا، مشيرا إلى أنّ مصر كذلك رفضت عبر وزير خارجيتها هذا الامر.
وردا على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ شد الحبال سيستمر الى ان تكون الضربة مكفولة ببضع صواريخ، متوقعا أن ينهك الكونغرس الأميركي الرئيس باراك أوباما ويعذبه قبل الموافقة على الضربة الأميركية لسوريا، مرجّحا أن تأتي هذه الموافقة في نهاية المطاف مشروطة بأن تكون هذه الضربة محدودة وبالتالي محدّدة الأهداف، وقال: "ما دخول البوارج الروسية بهذا الشكل الا لبقاء النظام في سوريا ولردع العملية التي تكاد تصبح موسعة وشاملة وبالتالي لمنع الحرب الشاملة التي يكثر الحديث عنها".
وشدّد أبو فاضل على أنّ الحرب الشاملة ليست نزهة، مشيرا في الوقت عينه إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لا يستطيع القيام بحرب شاملة إذا كان حلفاؤه الكبار يطالبونه بامتصاصها.
 
الروس لم يتركوا سوريا
وردا على سؤال عن عملية إطلاق صاروخين باليستيين من قبل إسرائيل الأسبوع الماضي والتي قرأ فيها البعض "بروفا" للحرب المنتظرة فيما اعتبرها الآخرون "رسالة"، رأى أبو فاضل أنّ المقصود منها كان تأكيد الجهوزية، إلا أنه لاحظ أنّ ردة الفعل الروسية حملت الكثير من الدلالات وأظهرت أنّ الشرق الأوسط مرصود من قبل الروس خصوصا بعد إعلان الكريملين أن وزير الدفاع الروسي أبلغ الرئيس الروسي بحصول العملية، ما يعني أنّ الاهتمام هو على مستوى وزارة الدفاع ورئاسة روسيا الاتحادية، وخلص إلى أنّ الروس لم يتركوا سوريا كما يروج البعض.
من جهة ثانية، رأى أبو فاضل أنّ قوة الضربة العسكرية خفّت كثيرا بفعل افتقادها لعنصر المفاجأة الذي يعتبر عنصرا أساسيا وجوهريا في أي معركة انطلاقا من مبدأ أنّ الضربة كي تؤذي يجب ان تكون مفاجئة، وأضاف: "من هذا المنطق ارى ان روسيا داعمة لسوريا في كل المفاهيم وليس انسانيا فحسب".
 
المعارضة السورية إسرائيلية الهوى
واعتبر أبو فاضل أنّ المعارضة السورية أظهرت أنها اسرائيلية الهوى، في حين بدت فرنسا في سياستها ملحقة بأميركا، مستغربا كيف أنّ فرنسا تصفق اليوم للاميركي بعد أن كانت تلعب في السابق، وخصوصا على أيام فرنسوا ميتران، دورا رياديا، متسائلا عن سبب الحماسة الزائدة التي تطبع الرئيس الحالي فرنسوا هولاند وكأنه حامي الديمقراطية، وشدّد على أنّ فرنسا تغيرت كثيرا، مذكّرا بأنّ الرئيس السابق جاك شيراك باع المسيحيين في لبنان والمنطقة ببرميل نفط.
وفيما أكد أنّ المجموعات التكفيرية تعمل لخدمة اسرائيل واميركا، قال: "صدق الامام الخميني عندما قال اسرائيل غدة سرطانية يجب ازالتها"، واستغرب كيف تحوّل العدو بالنسبة لبعض الدول العربية من إسرائيل إلى إيران، مسمّيا في هذا الاطار المملكة العربية السعودية التي باتت في عزّ الخلاف مع الجمهورية الاسلامية في إيران دون أيّ سبب.
وانتقد أبو فاضل مجلس التعاون الخليجي الذي بات يتوسّل الضربة الأميركية لسوريا، مؤكدا أن هذا المجلس دفع ثمن هذه الضربة سلفا علما أنّ الأميركيين ليسوا بحاجة، كما هاجم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مؤكدا أنه لا يقدم ولا يؤخروهو ليس الا بوقا عند الدول العربية التي تعمل في الفلك الاسرائيلي وفي الفلك الاميركي.
 
المعارضات السورية لا يمكن أن تُوحّد
أبو فاضل، الذي رأى أنه بات شبه مؤكد أنّ الضربة الأميركية لسوريا ستكون محدودة في حال حصولها، شكّك في قدرتها على تحقيق أحد أهدافها في توحيد المعارضة السورية بمكوّناتها المتباعدة، أو ما يمكن تسميته بالمعارضات السورية، موضحا أنّ هذه المعارضات لا يمكن أن تُوحّد وأقصى ما تستطيع أيّ ضربة تحقيقه هو إعطاءهم جرعة دعم معنوي إلى حدّ ما.
وردا على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ السلطان قابوس يقوم بمبادرة بين الخليج وايران، لافتا إلى أنّ السلطان قابوس هو أقلّ حكام الخليج تطرفا وأكثرهم اعتدالا، ملاحظا أن لا تصاريح نافرة لديه، كما أنه والرئيس الجزائري يدفعان ويساهمان بشكل دائم للقضية الفلسطينية، وإذ تحدّث عن شيء يُحكى مع ايران، شدّد على أنّ الروسي لا يزال يضغط كي لا تحصل الضربة وهو اخذ وعدا من الاميركي بأنّ الضربة محدودة.
 
النظام لن يسقط وخدام انتهى
وفيما أكد أبو فاضل أنّ نظام الرئيس بشار الأسد لن يسقط، سخر من قول نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام أنّ النظام سيسقط مع خامس صاروخ، لافتا إلى أن هذا الرجل اساء الى لبنان وهو بلا اخلاق وقال ان لبنان غلطة تاريخية، وقال: "السوريون حكّموا كل الأنذال فينا في لبنان من خدام وغير خدام وهذه المجموعات التي ربوها هم يدفعون ثمنها اليوم ونتمنى ان يكونوا قد تعلموا"، وأضاف: "خدام آخر من يعلم وعليه أولا أن يردّ منزل السيدة نازك الحريري الذي يحتلّه، وهو لن يقدّم ولن يؤخر، بل إنه انتهى عمليا".
من جهة ثانية، رأى أبو فاضل أن اجتماع جنيف اثنين لن يحصل إذا كانت الضربة قوية، وأشار إلى أنّ النظام يمتلك الكثير من الأوراق اليوم في حين أنّ المعارضة لا شيء بيدها حتى أنّ المعارك مشتعلة في المناطق التي كانت قد استولت عليها، وتحدّث عن خط أحمر واحد موجود في حلب، حيث لا يقوم الجيش العربي السوري بعمليات ويكتفي بالدفاع ولا يبادر للقيام بهجوم لانه بحاجة لطاقة بشرية كبيرة وهو يسعى لحماية مواقعه وهو في نفس الوقت يستنزف الثوار، وشدّد على أنّ المعركة الاساسية في ريف الشام وعندما ينتهي منه تصبح الاغلبية معه.
وقال أنّ الضربة اذا حصلت ممكن تؤدي لبعض الخروقات للواء عاصفة الشمال وغيرها ولكن الجيش يعود ويسترد كل شيء.
 
عتب أخوي كبير على الرئيس سليمان
وأكد أبو فاضل أنّ الضربة لن تغير ولن تقدم والمفروض من الرئيس الاسد كقائد في هذه المرحلة وكرئيس عربي وحيد ان يحمي نفسه، معربا عن اعتقاده بأنّ لديه معطيات ربما ان الضربة غير حاصلة.
وفيما وجّه تجية إلى رئيس حركة فلسطين حرة ياسر قشلق على حركته الدائمة ونشاطه اللافت، تطرق إلى الأحداث الحاصلة في بلدة معلولا التاريخية الأثرية ذات الأغلبية المسيحية، مستنكرا صمت من أسماهم بحلفاء جبهة النصرة في لبنان، في إشارة إلى مسيحيي قوى الرابع عشر من آذار.
ورأى أبو فاضل أنّ ما يفعلونه اسقاط هذه المنطقة المسيحية وتهجيرها عبر سقوط مريع للقيادات المسيحية، مستغربا كيف أنّ أيّ صوت مسيحي قيادي لم يصدر على هذا الصعيد، كما تحدّث عن "عتب أخوي كبير" على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مستغربا كيف أنه لم يصدر اي موقف تجاه معلولا وتجاه مسيحيي سوريا ولا يهمه الا انتقال العملية السياسية في سوريا ديمقراطيا، وقال: "الرئيس الاسد رئيس نظام يحمي البشر في حين ان هناك بشر ياكلون قلوب البشر".
 
لن نترك بلدنا للنازحين السوريين
من جهة ثانية، تطرق أبو فاضل إلى موضوع النازحين السوريين في لبنان، الذين لفت إلى أنّ تسعين بالمئة منهم هم ضدّ النظام، مشيرا إلى أن عدد هؤلاء النازحين تخطى المليون ومئتي ألف سوري، أي أنهم باتوا يشكّلون ثلث لبنان بشكل أو بآخر.
ورفض أبو فاضل ما يُحكى عن ظروف إنسانية لهؤلاء النازحين، مشيرا إلى أنّ الانسانية لا تفترض أن يترك اللبنانيون أمكنتهم ليأخذها النازحون السوريون، داعيا الدول التي كانت السبب في تهجير النازحين السوريين على غرار تركيا والسعودية وقطر وكذلك الأردن لاستقبالهم على أراضيها.
وردا على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ هواجسه من النازحين السوريين هي أمنية بالدرجة الأولى، باعتبار أنّ التحقيقات دلت على أن مجموعات سورية تتحمّل مسؤولية العديد من الهزات الأمنية التي حصلت مؤخرا وبينها التفجيرات الارهابية، وأوضح أنّ البيئة لا تحمل في لبنان امنيا وجغرافيا واجتماعيا، وقال: "هؤلاء ليسوا لاجئين بل إن بينهم مقاتلون ومسؤولون عن تفجيرات، والوقائع من داريا إلى مجموعات الأسير وعرسال وطرابلس خير دليل على ذلك".
 
لبنان يتأذى بكل طوائفه من الحرب على سوريا
وجزم أبو فاضل أنّ لبنان سيتأثر بطبيعة الحال بأيّ ضربة غربية لسوريا، على الرغم من كلّ ما يُحكى عن ضمانات غربية وصلت إلى المعنيين وتقضي بتحييد لبنان عن تداعيات أي ضربة محتملة لسوريا، مشيرا إلى أنّ أحدا لن يستطيع أن يرفع رأسه إذا حصلت الضربة.
وردا على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ  حزب الله سيرد ويضرب مثله مثل غيره، مقرا بأنّ الحزب لا يزال صامتا ولم يكشف عن أوراقه على هذا الصعيد، معتبرا أنّ صمته اقوى من تصريحه، منبها إلى أنّ لبنان يتاذى بكل طوائفه ولن يخرج احد من هذه الحرب منتصرا في لبنان.
 
سوريا تشكل الأولوية ولبنان سيتأثر بأحداثها
واستبعد أبو فاضل ولادة حكومة لبنانية جديدة في المدى المنظور، متحدثا عن سلة كاملة يتمّ البحث بها في المقابل تقوم على أساس انتخاب رئيس جمهورية وقانون انتخاب وتشكيل حكومة سياسية، معربا عن اعتقاده بأن كل هذه الاستحقاقات باتت مربوطة بشكل أو بآخر بتداعيات الضربة على سوريا وحجم هذه الضربة.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ سوريا تشكل الأولوية اليوم بالنسبة لجميع اللاعبين الدوليين وحتى اللبنانيين، وبالتالي فإنّ أحدا ليس متفرغا للبحث بتركيبة الحكومة العتيدة، رغم حديثه عن توافق حصل على حكومة سياسية وفق صيغة الثلاث ثمانات.
وأكد أنّ أحدا لا يستطيع التكهن بنتيجة الضربة على سوريا، إذ نجح الاميركيون بانهم عيشوا كل العالم على اعصابهم بمن فيهم من هم ضد الضربة ومن هم مع الضربة، وحذر من أنّ الموضوع له انعكاسات كثيرة على لبنان، مشيرا إلى أن توسّع هذه الضربة بعض الشيء سيؤدي لمشاكل كثيرة في لبنان وربما تفجيرات واغتيالات، مشددا على عدم جواز إطلاق النار ابتهاجا بسقوط صاروخ في دمشق في أي منطقة لبنانية، ملمحا إلى أن ذلك قد يستجلب ردود فعل قد لا تكون حميدة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق