الجمعة، 6 سبتمبر 2013

في اليوم الأول لتسلّم هيل مهماته ترحيل موظفين واستنفار حول السفارة - الكاتب خليل قليحان

في اليوم الأول لتسلّم هيل مهماته ترحيل موظفين واستنفار حول السفارة


لم يكد ديفيد هيل يسلم أوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان سفيرا مطلق الصلاحية لبلاده لدى لبنان، حتى برز في وجهه القلق الامني الذي نشأ بفعل اقتراب موعد اتخاذ الكونغرس بمجلسيه قرار الموافقة على طلب الرئيس باراك اوباما دعمه لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا لمعاقبة الرئيس بشار الاسد على استعماله السلاح الكيميائي. تلقى هيل قبل تسليم تلك الاوراق تعليمات من وزارة خارجية بلاده تطلب منه ترحيل "الموظفين غير الاساسيين وعائلاتهم بسبب تهديدات" كانت تلقتها السفارة ردا على الضربة الامير كية المتوقعة لاهداف سورية تقلص القوة العسكرية للاسد. تكتمت السفارة عن عدد الذين غادروا وأكدت ان هؤلاء سافروا من مطار الرئيس رفيق الحريري امس الثلثاء. والواقع أن هيل اعتاد على تلك الانواع من الاجراءات الوقائية عندما كان قائما بأعمال السفارة في التسعينات. كما ان الخارجية الاميركية نصحت للاميركيين تجنب السفر الى لبنان بسبب مخاوف تتعلق بأمنهم وبسلامتهم. ولفتت السفارة في عوكر بدورها الى ضرورة توخّي الحذر للرعايا من ديبلوماسيين وغيرهم وممن يحملون الجنسية الاميركية وتجنّب الاماكن المكتظة بالسكان. ومن الملاحظ ان هناك خطة لتفريغ لبنان من رعايا دول مجلس التعاون الخليجي والاجانب الذين كانوا يرتادونه باستمرار. ويمكن اعتبار الترحيل الاميركي من لبنان النتيجة السلبية الأولى لما سينشأ عن الضربة العسكرية ضد سوريا.
وما ان عاد هيل من القصر الجمهوري الى مكتبه في عوكر حيث اطمأن الى ترحيل الموظفين غير الاساسيين بسلام. وما ان بدأ عمله حتى تبلغ عن تظاهرة متجهة الى السفارة بعد ظهر امس منددة بالضربة العسكرية المحتملة، ومطالبة بصرف النظر عنها.
وافادت مصادر مسؤولة ان مجلس الدفاع الاعلى تطرق الى امن السفارة الاميركية في عوكر وفرض الاجراءات التي يمكن ان توفر الامن والحماية معا. كذلك اتخذت اجراءات امنية مشددة حول السفارتين الفرنسية والتركية.
وعلمت "النهار" ان واشنطن وباريس تملكان معلومات محدثة تفيد ان مقار السفارات التابعة لاميركا وفرنسا وتركيا قد تتعرض لاستهدافات. وبلغت الاجراءات الامنية أوجها قبل الضربة الصاروخية.
واعترف مسؤولون امنيون بأن المشكلة الحقيقية التي تواجه المشرفين على امن السفارات المستهدفة مع مصالحها تكمن في تنوع الاساليب المستعملة، ولن تنفع أي اجراءات عادية، خصوصا أن المعلومات لدى احدى السفارات الكبرى المعتمدة في لبنان تتوقع استهداف المقار.
وأكدوا ان الاميركيين والفرنسيين والاتراك لن يستقدموا قوات خاصة من دولهم، بل انهم يعوّلون على الاجهزة الامنية اللبنانية وجدارة بعضها. واضافوا ان لا خطة لدى الحلف الدولي لادخال اي نوع من السلاح الى لبنان لحماية المقار الديبلوماسية، واستبعدوا ارسال صواريخ موجهة من الشاطىء في اتجاه أهداف لبنانية تقف وراء توجيه اي اعتداء على سفارة او مصلحة تابعة لدولة.
ولفتوا الى ان الانعكاسات السلبية على لبنان من جراء الضربة الاميركية قد تكثر، مع العلم ان الكونغرس لم يوافق على ما طلبه أوباما حتى ان الساعة الصفر لم تحدد بعد، والمهم ماذا ستكون ردات الفعل؟ وهل تحصر فقط بالسفارات ام بفتح معركة مع اسرائيل باطلاق الصواريخ عليها؟ وكيف يكون الرد عندئذ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق