الجمعة، 6 سبتمبر 2013

معركة الانتخابات الرئاسية بدأت: التمديد لسليمان او الفراغ الرئاسي والحكومي - مقال للكاتب قاسم قصير

معركة الانتخابات الرئاسية بدأت: التمديد لسليمان او الفراغ الرئاسي والحكومي

اطلق رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في خطابه الاخير في "احتفال يوم شهداء القوات" صفارة البداية للمعركة الرئاسية في لبنان في ايار 2014 حيث حدد شروط قوى 14 اذار للرئيس الجديد رافضا رحيل الرئيس العماد ميشال سليمان. وقد اعتبرت بعض الاوساط السياسية والاعلامية ان خطاب جعجع هو خطاب ترشحه لرئاسة الجمهورية وان دفاعه عن الرئيس سليمان ورفضه لرحيله لا يعني قبوله بالتمديد له لكنه خطوة هجومية تمهيدا لترشحه شخصيا للرئاسة.

لكن بغض النظر عن الخلفيات التي تقف وراء خطاب الدكتور جعجع وما يهدف اليه ،فان ما يمكن استنتاجه ان معركة الرئاسة الاولى قد فتحت وان كل طرف سيسعى منذ الان لتحديد مواقفه وما يريده من المعركة الرئاسية، وقد سرّبت بعض الاوساط الاعلامية ان رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة وبعض قادة 14 اذار قد بدأوا البحث في المعركة الرئاسية وان هناك اتجاه لدى هذه القوى لدعم التمديد للرئيس العماد ميشال سليمان، وان المواقف الاخيرة لسليمان حول سلاح حزب الله ودور الحزب في سوريا قد دفعت قوى 14 اذار للتعاطي الايجابي مع سليمان في حين ان قوى 8 اذار لا تبدي ارتياحا لهذه المواقف مما قد يعطل عملية التمديد خصوصا من قبل العماد ميشال عون.

وان كانت بعض المصادر السياسية تعتبر: ان من حق الرئيس سليمان التمديد له بعد التمديد للمجلس النيابي وتأجيل موعد تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي لمدة سنتين".

فماهي اهمية الانتخابات الرئاسية في ايار من العام 2014؟ وما هي الخيارات المتوقعة على صعيد هذا الاستحقاق الهام؟

اهمية الانتخابات الرئاسية

تشكل الانتخابات الرئاسية في ايار من العام المقبل محطة مهمة على الصعيد السياسي اللبناني الداخلي ولجهة مواقف لبنان من التطورات في المنطقة.

وتأتي اهمية هذا الحدث في ظل ما يواجهه لبنان من ازمات سياسية وامنية والفشل في تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

ولا بد من التذكير بان انتخاب الرئيس الحالي العماد ميشال سليمان قد جرى بعد ازمة كبيرة عانى منها لبنان منذ العام 2006 حتى العام 2008 والتي توّجت باحداث 7 ايار ومن ثم انعقاد مؤتمر الدوحة والتوصل الى ماسمي "اتفاق الدوحة" وكان من ضمن البنود المتفق عليها انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية كونه شخصية وسطية، وان كانت مواقف سليمان اللاحقة بدت اقرب لقوى 14 اذار من قوى 8 اذار.

واما اليوم فالحكومة مستقيلة وتشكيل حكومة جديدة يبدو امرا صعبا ويواجه لبنان تداعيات خطيرة من جراء الازمة السورية في ظل ازدياد الخلافات الداخلية والخارجية ،مما يجعل من الصعوبة الاتفاق على رئيس جديد الا اذا حصلت تطورات غير عادية ادت الى اتفاق الاطراف اللبنانية والاطراف الخارجية المؤّثرة في لبنان على رؤية موحدة.

وسيكون للرئيس المقبل دورا مهما في صياغة مواقف لبنان من التطورات الخارجية اضافة الى دوره في الحوار الداخلي ومتابعة مستقبل سلاح حزب الله.

الخيارات المطروحة

لكن ماذا عن الخيارات المطروحة على صعيد الانتخابات الرئاسية وماهي الاحتمالات المتوقعة؟

لا بد من الاشارة بداية الى انه في حال عدم حصول الانتخابات الرئاسية وعدم التمديد للرئيس العماد ميشال سليمان، فانه من الناحية الدستورية ينبغي ان تتولى الحكومة قيادة البلاد لحين انتخاب رئيس جدد وفقا للدستور الحالي ولملء الفراغ الرئاسي، اما في ظل استقالة الحكومة الحالية وعدم تشكيل حكومة جديدة فإننا سنكون امام وضع خطير قد يكون شبيها بما حصل عند نهاية ولاية الرئيس العماد اميل لحود الممددة وفي ظل وجود حكومة الرئيس فؤاد السنيورة والخلافات التي اثيرت حولها بعد استقالة الوزراء الشيعة،مما ادى لاحقا لاحداث 7ايار 2008.

واليوم سنكون امام مأزق جديد اذا لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة وفي ظل ما تشهده المنطقة ولبنان من تطورات خطيرة.

قد يكون صحيحا ان هناك عدة اشهر تفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسية مما يعطي الاطراف اللبنانية الفرصة لبحث الاوضاع والتوافق على تشكيل حكومة جديدة او البحث عن رئيس جديد ، لكن اذا استمرت الخلافات الداخلية وتطورت الاوضاع في المنطقة نحو المزيد من التأزم فان لبنان سيكون الساحة الاكثر سخونة، ومن هنا اهمية الدعوات التي اطلقت للعودة الى الحوار او العمل لتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة تضم جميع الاطراف لانه من خلال ذلك نحصن لبنان من الاحداث الخطيرة سواء تم انتخاب رئيس جديد او تم التوافق على التمديد او لم يتم الاتفاق على الرئيس المقبل.

والمهم اخيرا ان معركة الانتخابات الرئاسية قد بدأت وسنشهد في الايام المقبلة المزيد من المواقف والطروحات والترشيحات للرئاسة المقبلة.

مجلة الامان- 6-9-2013-قاسم قصير

0 التعليقات:

إرسال تعليق