الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

بندر يثأر لهزيمته: هذه مفاجآتي بقلم ماجدة الحاج

بندر يثأر لهزيمته: هذه مفاجآتي


انكفأت الضّربة العسكرية الأميركية ضدّ سوريا وتراجعت فرص حدوثها بنسبة كبيرة، وبات مؤكدا انّ "فرملة" الإدارة الأميركية لتهديداتها جاء نتيجة يقينها بانّ ارتدادات ضربتها العسكرية حتى ولو كانت محدودة ستكون قاسية جدا على اسرائيل، وبعدما كشفت واشنطن عبر اقمارها الصّناعية جهوزيّة صاروخيّة ايرانيّة غير مسبوقة في الخليج الفارسي، بموازاة  تحذيرات طهران– وعبر اكثر من وسيط دولي- بتغيير قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط كلها وصلت الى حدّ تهديد قائد فيلق القدس في الحرس الثّوري الإيراني قاسم سليماني للأميركيين  بإحضار "توابيتهم" معهم الى الحرب، من دون اغفال دور حزب الله في الحرب المزمعة وما لهذا الدّور من تأثير استراتيجي كبير، ومعركة القصير لا زالت راسمة في اذهان الأميركيين كما الإسرائيليين الذين خبروا جيّدا اداء مقاتلي الحزب على الأرض والنتائج الهامّة والمؤثّرة التي يسطّرها هؤلاء في ايّ ميدان، امّا وقد انطلق قطار المعركة الدبلوماسية بقطبيه الرّوسي والأميركي ناسفا الخيار العسكري، فإنّ الإمتعاض الخليجي تحديدا السعودي برز واضحا، ولذلك -وبحسب احد المراقبين الدّوليين- ستكون الساحة اللبنانية مسرحا لعمليّات "تكفيرية" خطيرة في المرحلة القادمة كتعويض عن" الهزيمة" التي مني بها رئيس الإستخبارات السعودي بندر بن سلطان جرّاء الغاء الضّربة العسكرية الأميركية لسوريا، كاشفا انّ التفجيرات المزمعة في لبنان ستتزامن مع تصعيد ميداني لافت في سوريا قد تتخلّله تفجيرات كبيرة في العاصمة السورية دمشق.
مصدر غربي بارز كشف انّ بندر بن سلطان بعث -عبر احد الوسطاء الدّوليين- برسالة الى مسؤول روسي رفيع المستوى لم يحدّد هويّته، مفادها انّ نسف الضّربة العسكرية المزمعة لسوريا سيكون له تداعيات سلبية جدا على المنطقة وتحديدا في الميدان السوري الذي سيشهد خلط اوراق في المرحلة القادمة، وانّ صواريخ هامة واسلحة استراتيجية سيتمّ ايصالها الى المعارضة السورية قريبا جدا سيكون لها الأثر الكبير في تغيير قواعد اللعبة في كلّ ميادين المواجهة في سوريا. ولم يغفل بندر بن سلطان عن ادراج الساحة اللبنانية في قاموس تهديداته، حيث لفت في رسالته الى انّ لبنان   سيكون عرضة لأحداث امنية دراماتيكيّة، واكثر من ذلك، حذّر من مغبّة تعرّض المصالح الروسية في المنطقة لتهديدات غير متوقّعة- ودائما بحسب الوسيط الدّولي.
وبالموازاة، كشف اكثر من مرجع امني اقليمي ومحلّي انّ خلايا ارهابية خطيرة باتت متمركزة في اكثر من منطقة لبنانية تحديدا في المناطق التي تخضع لنفوذ حزب المستقبل، على الرّغم من ملاحقة بعض هذه الخلايا والقبض على رؤوس خطيرة فيها من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية وبالأخص مخابرات الجيش اللبناني. وفي السياق سرّب احد الدبلوماسيين الغربيين لمسؤول لبناني رفيع المستوى، معلومات نقلها عن جهاز استخباري غربي" ناشط" في بيروت مفادها انّ حركة تسليحيّة غير مسبوقة تسجّل في بعض المناطق، لافتا الى انّ عشرات المقاتلين من جبهة النّصرة وغيرها من التنظيمات الأصولية دخلت الى لبنان مؤخّرا عبر معابر غير شرعيّة بتسهيل من عناصر امنيّة لبنانية تخضع لأحد الأجهزة الأمنية، محذّرا من احتمال تحريك اصوليّي المخيّمات الفلسطينية، حيث اعتبر انّ حادثة برج البراجنة التي وقعت مؤخرا لم تكن عابرة  البتّة، وانما لها دلالاتها خصوصا لناحية التوقيت، معلومات اكّدها احد المسؤولين الأمنيين اللبنانيين حيث كشف انّ مخيّم برج البراجنة يشهد منذ فترة تحرّكات اصوليّة مشبوهة وازديادا في العناصرالإسلاميّة المتشددة تعمل على رعايتها اجهزة استخبارية غربية وخليجية نظرا لموقعه المتاخم للضّاحية الجنوبية-البيئة الحاضنة لحزب الله- والذي يرصد ما يدورداخل المخيّم، مرسلا اكثر من رسالة تحذيريّة الى بعض القيادات الفلسطينية المشتبه بتنسيقها مع المجموعات التكفيرية في سوريا، واعقب ذلك اجتماع وصف بالهام جدا مع احد قياديي حركة حماس في لبنان حيث تمّ ابلاغه انّ امن الضاحية خطّ احمر، وانّ المقاومة لن تسمح بأيّ شكل من الأشكال بأيّ تهديد لعملها وبيئتها.
وبالمحصّلة، فإنّ المجريات الميدانية القادمة في لبنان تمّ ضبطها على ايقاع المواجهات العسكرية الحامية في سوريا التي قد تشهد عمليّة عسكرية هامّة ودقيقة جدا سينفّذها الجيش السوري في القادم من الأيام ربما يصل مداها الى بلدة عرسال اللبنانية-بحسب ما رجّح مسؤول استخباري غربي-
... اما في لبنان فكلّ الإحتمالات باتت متوقّعة فيه طالما انّ المظلّة الدّولية التي كانت تسعى الى تحييده عن رياح المنطقة العاتية، قد ولّت الى غير رجعة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق