الجمعة، 5 يوليو 2013

الأسير في إحدى فِلَلْ صيدا... وتهريبه حصل بموكب رسمي


 مارون ناصيف - مقالات النشرة
تعددت الروايات التي تحدثت عن فرار أحمد الأسير من عبرا، بعضها قال إنه هرب الى خارج الحدود اللبنانية وبعضها الآخر الى داخل مخيم عين الحلوة أو الى منطقة التعمير، غير أن جديد هذه الروايات، وهي الأكثر رواجاً اليوم في بوابة الجنوب تلك التي تفيد بأن الأسير لم يخرج من النطاق الجغرافي الصيداوي، وهو الآن في منطقة قريبة جداً من عبرا، قد تكون الهلالية أو غيرها من القرى المحاذية، تمّ تهريبه بموكب رسمي على إعتبار أن هذا الأخير لا يمكن أن يوقفه حاجز للجيش اللبناني أو لقوى الأمن الداخلي. وعن المكان الذي يتواجد فيه الأسير، تكشف المعلومات أنها فيللا ضخمة تابعة لأحد المتمولين الداعمين سراً لحركة الأسير وليس في العلن، هذه الفيللا بعيدة من الشبهات ولا يمكن للقوى الأمنية أن تشك فيها كمأوى للإرهابي الفار من وجه العدالة، على إعتبار أن صاحبها لم يسبق له أن تعاطى العمل السياسي في العلن، أو إستقبل الأسير فيها خلال مناسبات إجتماعية حاشدة، كما أنه لم يكن يوماً من بين الذين كانوا يقصدون مسجد بلال بن رباح للصلاة مع الأسير.
وفي المعلومات، يروى أن هذه الفيللا الضخمة تضم طابقين أو ثلاثة تحت الأرض، واحد منها مخصص لركن السيارات والبقية بمثابة ملجأ، وفي هذه الطوابق يختبئ الأسير مع عدد من رجاله المسلحين ومن بين هؤلاء الفنان التائب عن كل شيء إلا الإرهاب وقتل العسكريين فضل شاكر. كل شيء مؤمن لهؤلاء، وممنوع عليهم الخروج الى العلن، كما زيارات الأهل والأصدقاء، ومن الممنوعات الأساسية أيضاً إدخال الهواتف الخلوية لا سيما تلك الذكية منها التي يسهل على القوى الأمنية تعقبها.
هذه الرواية وصلت الى القوى الأمنية قبل تسريب التسجيل الصوتي للأسير مساء الخميس، وما زاد إحتمال أن تكون الرواية صحيحة بالنسبة الى الأمنيين، تحليل خبراء الصوت للتسجيل الصوتي الذي يبرز فيه صدى واضح يشير الى وجود الأسير في قاعة ضخمة وفارغة من الأثاث.
هناك في صيدا من يقول إنه التسجيل الصوتي الأول للأسير ولكن لن يكون الأخير، لأن الإرهابي المطلوب سيعتمد في هذه المرحلة على ما يُسمّى بالجهاد عبر اليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي، وإذا كان التسجيل صوتياً في المرة الأولى فلا شيء يمنع الأسير من تسجيل فيديو بالصوت والصورة في المرة المقبلة على أن يتم تمويه المكان الموجود فيه. غير أن نشاط الأسير الإلكتروني هذا مرتبط بمدى نسبة تجاوب المناصرين مع دعواته للتظاهر و"المطالبة بمحاكمة المجرمين من عناصر الجيش" على حد قوله.
إذاً التحقيقات جارية بكل هذه الرواية، والتركيز يتم بحسب المصادر المواكبة على كيفية تسريب الأسير تسجيله الصوتي، الذي يرجح أن شخصاً ما أخرجه من مكان تواجد الأسير وأرسله عبر الإنترنت من مكان لم يكشف بعد من قبل السلطات الأمنية المختصة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق