الجمعة، 5 يوليو 2013

العونيّون يسألون: هل أصبحت مصلحة الضاحية وعين التينة مع جان قهوجي أم مع ميشال عون؟

العونيّون يسألون: هل أصبحت مصلحة الضاحية وعين التينة مع جان قهوجي أم مع ميشال عون؟

 ابتسام شديد - "الديار"
ساعتان ونصف الساعة قضاها السفير السعودي علي عواض العسيري في ربوع الرابية كانت كافية للكلام والنقاش المفتوح وفتح دفاتر الماضي تمهيداً لإغلاقها بين سفير المملكة ورئيس الاصلاح والتغيير، كما كانت السبب المباشر لإنطلاق حملة التساؤلات والتشكيك في نوايا الرابية وما تضمره في المرحلة السياسية الراهنة وفي المستقبل تماشياً مع التحولات الإقليمية وما يجري على الساحة الداخلية . فزيارة ممثل المملكة التي لحقتها زيارة السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي في وقتٍ قياسي أحيطت بالاهتمام، فهي اتت في لحظة إقليمية حساسة، وفي وقت تشهد فيه علاقة الرابية بالحلفاء بعض الجمود والفتور، على اثر الخلافات في وجهات النظر بين الرابية والضاحية وعين التينة على خلفية التمديد للمجلس النيابي واستعداد حزب الله لمرحلة التمديد لقائد الجيش، وحيث ثمة من بدأ يصطاد في الماء العكر للعلاقة مع ما يحكى ويتردد عن تمرد الرابية مؤخراً وبان العماد عون يعمد الى «ردها» لحلفائه الذين لا يسايرونه في معاركه في الفترة الأخيرة.
هذه الحملة من التشكيك يبدو ان الرابية تتعاطى معها ببرودة ظاهرة لا تشبه الحالة نفسها عندما يرتفع منسوب «أدرينالين» الرابية عند ذكر خيبات الأمل من الحلفاء التي باتت لا تعد ولا تحصى، لكن الربابية كما يقول العارفون لا تريد الاقتصاص من أحد، وما يفعله الجنرال على المكشوف «وعلى السطح» وليس بالتلطي وراء الجدران كما يفعل الآخرون، فرئيس المجلس، يؤكد القريبون من الرابية، ان طريقته تختلف عن طريقة حزب الله.
يرفض العونيون الزج بمسألة الخلاف مع الضاحية حول التمديد لقائد الجيش بلقاء سفير المملكة السعودية، فالاتصالات كانت مفتوحة مع الرياض في الآونة الأخيرة وثمة لقاءات حصلت بين العسيري والوزير جبران باسيل سبقت طرح التمديد لقهوجي، والرابية من جهتها تتطلع الى ملاقاة انفتاح السعودية وطي صفحة الماضي الخلافية في العلاقة التي شهدت جولات خلافية عنيفة وحرباً شرسة على الرابية التي تدرك جيداً الدور السعودي الى جانب الأميركيين وآل الحريري في قطع الطريق على الجنرال للوصول الى كرسي بعبدا، فهذه الوقائع لا ينكرها العونيون، وكذلك الدعم السعودي لسعد ورفيق الحريري لتطويق الجنرال وضربه على الساحة المسيحية مع أفرقاء مسيحيين وغير مسيحيين في 14 آذار. مع ذلك يرى العونيون ان ثمة فرصة لفتح ثغرة في الجدار المقفل منذ سنوات وبإحداث إختراق ضروري في هذه المرحلة الحساسة خصوصاً ان الفريق السعودي هو الذي أبدى بوادر انفتاح واستعدادٍ للتلاقي.
الحملة التي فتحت على لقاء العسيري في الرابية وما رافقها من تفسيرات، تتعاطى معها الرابية باستخفاف، ليسأل العونيون أنفسهم: لماذا ما هو مسموح للآخرين ممنوع على الرابية، وهل يحق للعسيري ان يتجول في عين التينة وينتقل ساعة يشاء، وان يلتقي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله عمار الموسوي عدة مرات ولا يحق له ان يلبي دعوة الى الرابية من دون ان يتسبب ذلك بزلزال من الشائعات والأقاويل. السؤال الآخرالذي يطرحه عونيو الرابية، إذا كان لقاء الجنرال بمسؤول سعودي يعني التفريط بالتحالف؟ فماذا عن زيارة وزير خارجية إيران الى قطر، وعن تهنئة سعد الحريري للرئيس الإيراني الجديد؟ والسؤال الإضافي لعونيي الرابية «هل كان حلفاؤنا ليستشيرونا إذا أراد الرئيس نبيه بري ان يلتقي أحداً، ولماذا لا نتدخل في علاقاته المشبوهة بالقوات وغزله الدائم وملاطفته للنائب جورج عدوان، وماذا عن حزب الله هل كان ليأخذ برأينا في قراراته الاستراتيجية والمصيرية والتي تتعلق بعلاقاته الخارجية؟».
بالنسبة الى العونيين لكل فريق من الحلفاء قناعاته الخاصة واستقلاليته الذاتية، وهذا ما أثبتته طريقة التعاطي مع الملفات المطروحة، من قانون الانتخاب الى التمديد للمجلس النيابي فقائد الجيش، فالتمديد لقائد الجيش من قبل رئيس المجلس حصل قبل سنتين بوعدٍ شخصي من بري للعماد قهوجي. ويعيد العونيون اللازمة نفسها بان الحلفاء لا يستشيروننا في قراراتهم ولا يأخذون برأينا، فهل أصبحوا اليوم حلفاء قائد الجيش على حساب الرابية، وهل مصلحتهم اليوم مع جان قهوجي ام مع ميشال عون؟ أكثر من ذلك لماذا يتدخل الحلفاء في قضية التمديد لقائد الجيش لما لهذا الموقع من أهمية خاصة لدى المسيحيين بدون إيلاء الرأي الأساسي لأكبر كتلة مسيحية، فهل كان العونيون ليفرضوا شروطهم في تعيين رئيس المجلس الأعلى للجمارك، او مدير الأمن العام وسائر المواقع الشيعية؟
مهما كابر العونيون، فلا بد من الاعتراف بان العلاقة ليست كما يرام مع الحلفاء، يعترف اللصيقون بالرابية بوجود «غيمة صيفية» في فضاء العلاقة، اليوم يبدو ان ثمة اختلافاً في المعطيات وطريقة التعاطي مع الملفات، لكن الانفتاح على السعودية يأتي في سياقٍ آخر مختلف. لكن، سواء اعترف العونيون او أنكروا فان الخطوة باتجاه السعودية التي لم يهضمها الشارع العوني بعد أصابت عدة عصافير وحققت بحسب الرابية المكاسب التالية:
- أثبت التيار الوطني الحر انه قادر على خوض معاركه منفرداً، حتى لو لم تكسبه الكثير من النقاط الرابحة، واثبت استقلاليته وتمايزه عن الحلفاء وقطع الطريق على حملة الشائعات التي تستهدفه في الشارع المسيحي تحت عنوان تفاهم مار مخايل .
- فتح ثغرة في الجدار الإقليمي المختلف عن قناعاته واستراتيجيته، وهذا الموقف من شأنه ان يزعج كثيرين ممن يدورون في الفلك السعودي .
- تمكن عون من كسب النقاط في ملف مصالح اللبنانيين المهددة في الخليج بعد مزايدة 14 آذار عليه في هذا الملف، خصوصاً ان غالبيتهم من المناطق المسيحية ومن جبل لبنان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق