أمسية رمضانية ذات لون جامع قدمتها كفررمان - تقرير رنا جوني

أحيت بلدة كفررمان، بلدية وأندية كشفيه فيها أمسيتها الرمضانية الاولى، امسيه قدمت لون الوحدة بكافة أطيافها، إذ إتحدت كل الاندية الكشفية في زي واحد، ساروا معا في مسيرة رمضانية جامعة، إنطلقت من دوار كفررمان تقدمتها الفرقة الموسيقية لكشافة التربية الوطنية ثم حملة الفوانيس الرمضانية بالزي التراثي يتوسطهم  قرأن كريم كبير، ولم يغب المسحراتي بصوته الشجي مناديا "يا نايم وحد الدايم" يحمل طبله ويدق، فيما تنير دربه المشاعل التي حملها الكشفيين، ثم اطل هلال رمضان وخلفه الفانوس الكبير وخلفه سار كشفيوا كفررمان بزيهم الأبيض الموحد، حضرت الطقوس الرمضانية الفانوس والقرآن والمسحراتي ومشعال النار وخلفه هلال الشهر الفضيل، وغابت الطقوس الاخرى، فكفررمان أثبت أن التلاقي ليس ببعيد عنّا، بل الإرداة تصنع التغير.

قفزت كفررمان البلدة الجنوبية بالامس على حواجز التعصب الفكري، والتفتيت الاخوي، والنزعة الطائفية، لتقدم لونا جديدة للوحدة والتعايش الفكري الواحد، أنديتها الكشفية (التربية، الجراح، الرسالة والمهدي) كلهم إتحدو في عمل رمضاني جسد أواصر الوحدة الذي يبحث عنها لبنان كل لبنان، أثبت كفررمان أنها واحدة وأن الأفكار يمكن لها أن تتلاقي وتتحدد لتخرج الى النور بعمل واحد يجسد رأي البلدة اليافعة.

لباس موحد

 في قمصان بيضاء تحمل شعار "رمضان كفررمان" توحد الكشفيين في الامسية الرمضانية التي أقيمت في  ساحة العين، وحضرها الى رئيس البلدية كمال غبريس، النائب عبد اللطيف الزين، ممثل النائب ياسين جابر المحامي جهاد جابر، رئيس جمعية تجار النبطية وسيم بدر الدين،  وحشد كبير من الفاعليات الاهلية والكشفية والحزبية والمحلية وأهالي البلدة،

النشيد الوطني اللبناني إفتتح الامسية الذي إستهلها أمين سر نادي الرسالة  علي فرحات بكلمة ترحيبية أثنت على "أهمية التلاقي والوحدة التي تؤسس لوطن جامع وثقافة الإعتراف بالاخر".

ثم قدم كشافة الإمام المهدي"عج" لوحة قرآنية تعبيرية إختتمت بقراءة أيات من الذكر الحكيم، .. لقد شكلت الامسية الرمضانية بارقة أمل جديد على التلاقي الواحد الذي يصب في خانة "الوطن" حسبما شدد النائب عبد اللطيف الزين، الذي قال أن "كفررمان قدمت  لوحة الوحدة الوطنية المتماسكة حين اتحدت كل انديتها الكشفية (التربية والرسالة ..المهدي والجراح ) في امسية واحدة ولباس واحد ونشاط واحد جسد معاني الشهر الفضيل "صلة الارحام"....  مؤكدا أن  "كفررمان هي النظرة القائمة علينا جميعا، وهي البلدة التي ينظر إليها الجميع، وكأننا جميعا نعيش في بيت واحد"، مركزا على أهمية "الوحدة المشتركة في الفكر والرأي" إذ قال " يا حبذا لو كان لنا كلمة واحدة في الوطن كما في هذه الجمعيات التي وحدت شبابها بقميص ابض ذو دلالة على قلبها الأبيض"، مضيفا " كم كنت أتمنى لو أنها تصبح موحدة في كفررمان، نحن منذ القدم كنا وما زلنا في وحدة متراصة لا يمكن أن يفصلها أحد".

من المسيرة

لقد تسللت الأمسية الرمضانية الأولى التي تقيمها البلدية والاندية الكشفية فيها الى أروقة "التعايش الوحدي الجامعة" الذي يتناتشها الجميع وإذ بها تقدم إنموذجا حر على "التلاقي" ويكفي ما قاله مفوض الكشافة لجميعة كشافة الجراح في لبنان وعضو مفوضية الجنوب قائد فوج كشافة الجراح كفررمان سعيد ضاهر "إننا في شهر الرحمة والتواصل والتلاقي نغتنمها فرصة لنعبر عن مشاعرنا الصادقة في شهر هو مدرسة تربوية جامعة للخير"، لافتا "ما أروعه مشهدا حين رأينا أجيالا ترافق بعضها سيرا ومن كل الأطياف وبزي واحد، أبيض ناصع يجسد نقاوة القلوب وصفاء التفكير بالتلاحم والتكاتف والتعاون والمحبة"، مشدد على أهمية " زرع ثقافة الإنفتاح والتواصل  في نفوس الاجيال، بعيدا عن العصبية والمذهبية، فجل إهتمامنا هو مجتمع راق وشفاف"، داعيا الجميع " للوقوف وقفة وطنية كالتي صنعتها كفررمان لأن لبنان يتسع للجميع".

 ثم كانت تواشيح دينية للمنشد محمد محيدلي وفرقته "المصطفى للاناشيد الدينية " لتتختم الامسية مع الحكواتي الممثل منير كسروني الذي سرد بعض من حكاية كفررمان الماضية في قالب فكاهي تجريدي حر أثلج قلوب الحاضرين.

تحت تصنيف: