الثلاثاء، 30 يوليو 2013

جديد إعترافات موقوفي عبرا: لماذا فتحت المعركة باكراً؟

جديد إعترافات موقوفي عبرا: لماذا فتحت المعركة باكراً؟

 مارون ناصيف - مقالات النشرة
في الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات مع موقوفي عبرا، تنكشف يوماً بعد يوم نيات أحمد الأسير وما كان يضمره للجيش اللبناني، ولماذا وقّت ساعة الهجوم على حاجز عبرا على الرغم من  إعلانه الهدنة، وما الذي كان ينتظره عندما أوقف تحركه في الجولة الأولى ضد الشقق السكنية التابعة لـ"حزب الله". 
وفي جديد هذه التحقيقات أنه، وبعدما أرجأ أحمد الأسير تحركه العسكري ضد الشقق التي يعتبرها تابعة لسرايا المقاومة أسبوعاً كاملاً ثم عاد وأجّله أسبوعين بحجة الإمتحانات الرسمية، قبل أن يخرق مسلحوه هذا التأجيل ظهر الأحد الشهير، أي بعد يومين من تصريحه عن الإمتحانات الرسمية، كان ذلك في إنتظار دعم فلسطيني له من المخيمات خصوصاً أنه إكتشف خلال الجولة الأولى من المعارك خللاً في موازين القوى بينه وبين أخصامه. أما عندما سمع الأسير في الساعات الأربع والعشرين التي تلت إعلانه الهدنة كثيراً من جرعات الدعم الآتية بغالبيتها الساحقة من مخيم عين الحلوة ومن قيادة الجماعة الإسلامية، قرر إعادة فتح المعركة باكراً، فكان الحادث المفتعل مع حاجز الجيش اللبناني في عبرا الذي تصدى لعملية تهريب كمية كبيرة من الأسلحة الى مسجد بلال بن رباح وذلك ضمن الإستعدادات والتحضيرات اللوجيستية للمعركة.
وعن تلك اللحظة، تروي مصادر مطلعة على سير التحقيقات مع مقاتلي الأسير، أن الأخير قام بردة الفعل البشعة على حاجز الجيش إنطلاقاً من معطيات ثلاثة وصلته أولها أن الضابط المسؤول على الحاجز الذي منع تهريبة السلاح مقرب من أخصامه، وثانيها تطمينات وصلته وفيها أن الجيش مكبل سياسياً وبالتالي كما كل المرات السابقة، لن تسمح له السلطات السياسية بتنفيذ أي عملية عسكرية ضد المربع الأمني المحيط بمسجد بلال بن رباح، أما ثالث هذه المعطيات، فدعم جاهز له من فلسطينيي عين الحلوة قوامه أربع مجموعات مدججة بالأسلحة وخبيرة في قتال الشوارع وزرع المتفجرات، قد يصل عدد مقاتليها الى المئتين، هذا بالإضافة الى مجموعة مقاتلين من غير اللبنانيين يعيشون داخل المخيم وفي منطقة التعمير.
إذاً على هذا الأساس ارتكبت مجموعات الأسير المجزرة بحق حاجز الجيش اللبناني في عبرا، غير أن الرياح الفلسطينية جرت بما لا تشتهيه سفن الأسير، إذ تعرضت هذه المجموعات في اللحظات الأخيرة قبل المعركة، لضغط من داخل المخيم ومن خارج الحدود اللبنانية الأمر الذي منعها من الدخول كاملة الى معركة مساندة الأسير على قاعدة أن المخيمات يجب أن تبقى بمنأى عما يحصل ولا يجب جرها الى حرب لا تريدها، وبنتيجة هذا الضغط لم يخرج من المخيم سوى العشرات من المقاتلين لدعم الأسير في عمليته الإرهابية وهذا ما أثبتته حصيلة القتلى والموقوفين، لذلك تم سحقه من قبل الجيش اللبناني بثمانية وأربعين ساعة لا أكثر ولا أقل.

0 التعليقات:

إرسال تعليق