السبت، 20 يوليو 2013

«لا» فرنسية على مطلب سعودي حول سورية

قلت مصادر إعلامية عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه قال في لقاء مع صحافيي الرئاسة الفرنسية أمس الأول إنه التقى مدير الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان، وتداول معه الملف السوري، مشيرة إلى أن «لا» فرنسية واضحة كانت الرد على طلب سعودي بتسليح المعارضة السورية.
 ونفى هولاند استعداد فرنسا لتسليح المعارضة السورية بقوله إن «دولا أخرى ستساعد المعارضة»، مضيفاً إنه «خطر كبير» أن تعود هذه الأسلحة في أيدي «جهاديين» إلى أوروبا.
الرئيس الفرنسي لم يكشف سراً بتأكيد انتقال الملف السوري تسليحاً وتمويلاً من قطر إلى السعودية، ملاحظاً أن «قطر، كما يبدو، قد خففت من نشاطها» في الشأن السوري.
ويوضح التصريح الرئاسي الفرنسي انحسار جبهة الهجوم على دمشق، واقتصارها على كتلة ضيقة من الدول الخليجية وبعض الأجهزة الأمنية الغربية، التي أصبحت مكلفة وحدها بإدارة الصراع ضدها، بعد انسحاب فرنسا وبريطانيا، رسمياً من أي جهد عسكري علني، يتولى تحقيق توازن القوى مع النظام السوري أو تعديله، قبل الشروع بأي مفاوضات أو تسوية سياسية.
وكانت العودة إلى توازنات خط الرابع من حزيران القصيري (القصير سقطت في الخامس من حزيران) مطلباً فرنسياً بامتياز وأميركياً وبريطانياً، أطاح مؤتمر «جنيف 2»، لكن أحداً من هؤلاء لم يقدم لا سيما الفرنسيين، على مساعدة المعارضة السورية على تحقيقه، رسمياً، سوى الأسلحة غير الفتاكة، وشحنة كبيرة من الأدوية المضادة للغازات السامة.
وبات واضحاً أن أمير الاستخبارات السعودية لم يفلح بإقناع الرئيس الفرنسي، ولا من التقاهم في ألمانيا وبريطانيا، ويقاسمون هولاند الرأي نفسه، بتعديل آرائهم.
والمحاولة البندرية تسابق الوقت لتغيير مجرى الاجتماع الأوروبي الاثنين المقبل، وهو الأخير، بين وزراء الخارجية الأوروبيين لبحث الملف السوري قبل استحقاق الأول من آب.
وكان وزراء الاتحاد الأوروبي قد جعلوا من الأول من آب موعداً لتحرير من شاء من دول الاتحاد الأوروبي من التزامات سابقة بحظر تسليح المعارضة السورية، ولكن التوقعات كلها تشير إلى انسحاب أوروبي واسع من الجبهة السورية.
وكان بندر بن سلطان قد اختار أن يزور الأوروبيين الثلاثة الكبار لتوفير غطاء سياسي واسع للمعركة ضد النظام السوري، والخروج ببيان أوروبي هجومي يشكل غطاءً لجهود السعودية لتسليح المعارضة، تلافياً لانكشاف الحرب حول سورية، واحتدامها بين السعودية فحسب وبعض دول الخليج ومنظمات «جهادية» بشكل خاص من جهة وبين النظام السوري من جهة ثانية.
ويملك الرئيس الفرنسي،تحليلا للأوضاع يختلف بكثير عما هو معلن في الملف السوري، فمؤتمر جنيف كما قال قد حدد له موعد أخير، بحسب علمي، في تشرين الأول المقبل، بيد انه لا شيء مؤكداً، و«لن يأتي الرئيس السوري بشار الأسد إلى جنيف إذا كان منتصراً ليتنازل عن السلطة».

0 التعليقات:

إرسال تعليق