السبت، 29 يونيو 2013

الرواية الكاملة لحادثة "كمين أيلول ٢٠١٢" لدورية الجيش اللبناني كما ورد على موقع سلاب نيوز

خاص سلاب نيوز

بعد أن تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر عناصر من الجيش اللبناني محتجزين لدى "الجيش الحر" في جرود عرسال، أعلنت قيادة الجيش أنّ أحداث الفيديو جرت في شهر أيلول من السنة الماضية، نافية ارتباطه بحوادث عبرا الأخيرة.
حينها، كما ورد في بيان القيادة وقعت دورية تابعة للجيش في كمين نصبه "الجيش الحر" على الحدود السورية مع بلدة عرسال.

مصدر أمني روى لـ"سلاب نيوز" تفاصيل الحادثة، مشيراً إلى أنّه واثناء قيام دورية تابعة للجيش اللبناني (فوج الحدود) بواجبها في مراقبة الحدود، تمت ملاحقة شاحنة سلاح متوجهة من عرسال الى الطرف السوري، لكن الشاحنة كانت "الطعم" الذي استخدمته مجموعة كبيرة من المسلحين التابعين لما يسمى "الجيش الحر"، مما أوقع العناصر في كمين محكم لمئات من المسلحين على التلال المحيطة، عجز عندها العناصر عن التراجع او المقاومة، حيث تمت محاصرة الدورية من جميع الاتجاهات.
وبحسب المصدر الامني، فقد تم إجبار الدورية على الترجل من الآليات، وترك اسلحتهم، كما طلب من العناصر التجمع على شكل مجموعات بحسب طوائفهم، "شيعة نصرالله يوقفوا على جنب، واخواننا السنة يوقفوا هون"، الا أنّ حكمة وحنكة الضابط المسؤول عن الدورية جنّبت العناصر الدخول في اللعبة الطائفية للطرف الآخر، حيث خاطب المسلحين رافضاً مطلبهم، ليؤكد على انّ الجيش اللبناني عابر للطوائف، ولا يتم الاخذ بهكذا حسابات بين صفوف جنوده، رافضاً ان يتم الفرز والفصل بين العسكريين على هذا الاساس.

في هذه الأثناء، كانت الاتصالات تجري على مستوى رفيع، سياسياً وعسكرياً، إلى أن تمّ الافراج عن العسكريين بعد دخول رئيس بلدية عرسال علي الحجيري على خط التفاوض، وتم تنفيذ مطلب المسلحين بإلغاء تواجد نقطة عسكرية للجيش اللبناني في تلك المنطقة، وهي ما كان يعرف بـ" مركز شحود"، ورغم رفض قيادة الجيش تنفيد المطلب إلا أن تدخلات رفيعة المستوى، أدت إلى ذلك، وتشدد المسلحون في طلبهم بسبب حالة تضييق الخناق الكبيرة التي كان يفرضها الجيش على عمليات تهريب السلاح الجارية عبر ذاك المعبر الحدودي، حيث اكد المصدر الامني انّ ما قام به المسلحون ما هو إلا ردة فعل تجاه الجيش بعد قيامه بتوقيف اكثر من شحنة سلاح في تلك المنطقة، في الايام التي سبقت الحادثة، وأن الكمين كان محضراً لتحييد الجيش عن القيام بدوره في تلك المنطقة.

هذه الحادثة بتاريخها تؤكد النية والقرار المتخذ منذ زمن طويل بتحويل الجيش إما إلى شاهد زور على الحدود أو ابعاده نهائياً عنها، وتفسر ما تبعها لاحقاً من إعتداءات على الجيش اللبناني وعناصره بسبب رفض قيادة الجيش أن تكون شاهداً على خرق السيادة اللبنانية واستخدامها لمصلحة أطراف خارجية.
بالعودة الى بيان قيادة الجيش، الذي استغرب نشر الفيديو في هذا التوقيت للتشهير بالجيش، لوحظ استخدام الجيش عبارة "محاولة الدخول على خط الازمة اللبنانية مجددا"، وذلك في اشارة من قيادة الجيش الى المحاولات المتكررة "للجيش الحر" للتدخل في الشؤون اللبنانية، خاصة في هذا الوقت الصعب كما ذكر البيان.

وهنا لا بد من طرح جملة من التساؤلات، ما الهدف من نشر هكذا فيديو في هذا التوقيت بالذات؟ هل هو محاولة لإظهار انتصارات وهمية عجزت عنها الجماعات الارهابية المسلحة المنتشرة بين لبنان وسوريا على ارض الواقع؟ ام انها استكمال للهجمة الاعلامية التي تطال الجيش في هذا الوقت، بعد الحزم والجدية التي اظهرتها المؤسسة العسكرية في مواجهة الفتنة التي كانت تحضر للبنان؟ لماذا لم يتم نشر هذا الفيديو في الفترة الذي صوّر فيها؟ هل تم وضع حسابات سابقة لمواجهة قادمة مع الجيش اللبناني، وجب فيها تحضير فيديوهات مصورة سابقا للتحريض الاعلامي على هذا الجيش؟كل تلك الفرضيات تحتمل التأكيد والنفي، لكن الشيء الوحيد المؤكد بين كل الافتراضات هو انّ التوقيت الحالي لهذا الفيديو يظهر دعم الجماعات التكفيرية في سوريا لأطراف لبنانية في نفس خطها وخطتها، والانسجام الصريح مع الخطابات المحرضة، والحملات الاعلامية التي تحاول النيل من المؤسسة العسكرية اللبنانية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق