الجمعة، 28 يونيو 2013

الرئيس بري ينزع فتيل "شقق عبرا" وينبّه الحريري من النافخين برماد الفتنة




 
 كتب محمد بلوط في جريدة الديار :
 لعب الرئيس بري في الايام القليلة الاخيرة دورا اساسيا في قطع الطريق على محاولات التشويش او الارتداد على الانجاز الذي حققه الجيش اللبناني في صيدا، لا سيما لجهة نزع واسقاط كل الحجج التي يراد منها تأجيج الموقف من جديد ليس في صيدا فحسب وانما في البلاد عموما.
وخلال العملية التي نفذها الجيش في عبرا وبعض الاحياء حرص رئيس المجلس على توفير كل المناخ والاجواء المساعدة على نجاحه، وعدم حصول اي حادث او ردة فعل على الاستفزازات التي قامت بها جماعة احمد الاسير لاستجرار اشتباك وقتال مع حركة «امل» وحزب الله ومع حارة صيدا ذات الغالبية الشيعية.
والى جانب التعميم الصارم على الحركتين والانصار فقد اجرى الرئيس بري اتصالا بقائد الجيش، وشدد على الدعم الكامل للمؤسسة العسكرية والالتزام بكل ما تقوم به في صيدا وفي اي مكان لفرض الامن والاستقرار وابعاد شبح الفتنة.
وينقل الزوار عن رئيس المجلس بانه كان يدرك ان هناك من سيسعى الى النيل من النتائج التي حققها الجيش في صيدا، والى اعادة اجواء القلق والتوتر للمدينة للايحاء بان هذا الوضع ليس ناجحا عن وجود وممارسات جماعة الاسير بل ويعود لاسباب اخرى. ولذلك ركز على متابعة التفاصيل اكان بالنسبة للمواقف والشكاوى التي اطلقها البعض، او بالنسبة لمعالجة مسألة الشقق في عبرا التي يقال انها عائدة لاعضاء في «سرايا المقاومة».
وقد نجح في ضوء الاتصالات التي اجراها بالعمل على اخلاء هذه الشقق وتسليمها للجيش، وكان هذا الموضوع احد القضايا التي تطرق اليها مع الرئيس سعد الحريري في اتصالهما قبل يومين، مع العلم ايضا ان الرئيس بري اكد لرئيس تيار المستقبل «ان علينا جميعاً التصدي لمحاولات بذر الفتنة الطائفية والمذهبية، وبالتالي التعامل مع بعض الامور من هذا المنطلق، لا سيما ان هناك من يسعى للنفخ في رماد الفتنة وإثارة الأخبار غير الدقيقة لابقاء اجواء التوتر وعدم تعافي المدينة».
وعمل ايضا على تعميم توجيهات متشددة للحركيين والانصار ترافقت مع تعميم من قيادة حزب الله على اعضائه وانصاره بالتزام كل ما يساعد الجيش في الاجراءات التي قام ويقوم بها، وعدم رفع الشعارات او الاعلام في اية منطقة يمكن ان تستغل من قبل الجهات المحرضة التي تحاول ان تعود بالمدينة الى الوراء وتفشّل نتائج عملية الجيش.
ويقول احد زوار عين التينة ان الرئيس بري ينظر الى هذه العملية بأنها ليست مجرد عملية أمنية بقدر ما تشكل نموذجا مهماً لتعميمه على المناطق والاماكن التي تشهد او قد تشهد تفجيرات وتوترات او تلك التي يمكن ان تستغل لبذر الشقاق والفتنة الطائفية والمذهبية.
ويضيف انه كلما حصّنا الانجاز الذي حققه الجيش في صيدا وساهمنا في تثبيته وتوفير الاستقرار للمدينة كلما وفرنا عنصر نجاح جديد لتعميم هذا النموذج او التجربة.
وبرأيه ان ترسيخ النتائج الايجابية الناجمة عن القضاء على جماعة الاسير المتطرفة يفتح الباب امام خطوات امنية مهمة لنزع فتيل التوتر في عرسال ومع جيرانها وكذلك في بعض المناطق في البقاع الاوسط، اضافة الى الطريق الجديدة والاحياء المجاورة لا بل سيعزز فرص ترسيخ الاجراءات التي اتخذها ويتخذها الجيش في طرابلس.
ويقول المصدر ان الطريق ليست معبّدة لتحقيق المزيد من الانجازات على غرار ما حصل في صيدا خصوصا ان هناك اكثر من متضرر في الخارج والداخل يسعى الى الانقلاب على ما حصل ويعمل جاهدا للقيام بأعمال تساعد على زيادة التوتر في اكثر من منطقة في اطار المشروع الكبير الرامي الى احداث فتنة في لبنان.
ولذلك يرى انه من الضروري مساعدة الجيش بتوفير مناخ سياسي افضل يوفر له الارضية اللازمة للاستمرار في المنحى الذي سلكه وعززه بعد عملية صيدا.
وان المطلوب ملاقاة الرئيس بري بجهود وتوجهات مماثلة تساهم في ايجاد هذا المناخ السياسي الايجابي. فهل تتوافر هذه الارادة عند الاطراف السياسية الاخرى لا سيما تلك التي تستطيع التأثير والضغط على الجماعات المتطرفة؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق