السبت، 29 يونيو 2013

المرأة السورية بين عراقة الماضي وأكذوبة الحرية


الصحافية والإعلامية :ندى نورالله
كانت المرأة السورية حاضرة وبقوة جنبا الى جنب مع الرجل تتحدى الظروف الاجتماعية والاسرية لاثبات وجودها على مرّ العصور فقد كانت تصنع التاريخ كما فعل الرجل وكان لكثير من النساء دورهن في تغيير واقع مجتمعاتهن في حين كانت بعض النساء في بعض المجتمعات العربية يتعرضن الى التهميش والاستغلال واغتصاب حقوقهن وصرخاتهن لا تصل لمسامع احد .

حتى جاءت الازمة التي تعصف بسورية فكانت خسارة المرأة فيها مضاعفة اذ قدمت اخا او ابنا او زوجا قرابين من اجل الوطن ،  لم تتوقف على ذلك حين اختلط مفهوم الحرية في زمن الربيع العربي الذي ولد من رحم الغرب وتغذى بأموال خليجية حتى كبر ونضج وأصبح سيفا يسلط على رقاب السوريين عامة وعلى المرأة السورية خاصة بإسم فتوى جهاد المناكحة فكانت تبعاته قاتلة عليها .
لقد تعرض الاسلام في هذه المرحلة لابشع انواع التشويه الفكري والسلوكي في خضم هذا الصراع الدائر رحاه في سورية ، حرب المناكحة التي ارتبط اسمها وفتاويها على يد الشيوخ الوهابية ارتباطا وثيقا بالازمة السورية فإنطلقت بإختصار شريعة الغاب التي كانت قانون الارهابيين تحت عباءة الايمان التي يرتديها عراة الاخلاق .
لعبت هذه الفتاوى في تشجيع الشباب المعقد من مختلف البلدان الاسلامية بالهجرة الى ساحات القنال في سورية لاشباع رغباتهم وغرائزهم وشهواتهم الجنسية  .
وبذلك تضمن مثل هذه الفتاوي التى تخرج عن القيم الاجتماعيه والاخلاقيه نجاحها لدى هؤلاء المعقدين جنسيا، فكان نتيجة تلك الفتاوي تعرّض البعض الى التحرش الجنسي والاغتصاب و استباحة النساء واستغلالهن بشكل فاضح تحت مسميات مختلفة ما هي الا نوع من انواع الاستغلال وممارسة البغي باسم الدين  . 
 تروي احدى الفتيات التي تمنعت عن ذكر اسمها عن تعرضها للاغتصاب على يد الارهابيين في سورية حين لجأت هي وعائلتها هربا من الاشتباكات بين الجيش السوري والارهابيين الى احدى القرى القريبة من حلب حيث خرجت هي واطفالها الثلاث لتملأ الماء من احدى الاماكن القريبة من مزرعتهم بسبب انقطاع المياه عن القرية نتيجة ضرب الارهابيين لمضخات المياه ترتدي تحت ثيابها بعضا من قطع الذهب لوالدتها التي طلبت منها ان تحتفظ لها بهم خوفا من السرقة  حيث تم خطفها هي واطفالها وزجها بسيارة دفع رباعي فيها ثلاث من الارهابيين ثم نقلهم الى منزل ريفي حيث عزلوا عنها اطفالها ووضعوها بغرفة مع اربعة نساء بعد ان تم سرقة ما ترتدي من الذهب . 
 وتتابع قولها بأن احدى الفتيات المخطوفات كانت حامل في شهرها السادس واخرى كانت فتاة عذراء قاصر حيث تعرضوا لاعتداء جنسي من قبل خمسة من  الارهابيين بطريقة وحشية على مدى عشرة ايام .
وان المرأة الحامل تم الاعتداء عليها بطريقة جنسية منافية للطرق الشرعية وكانوا يتعرضون للضرب المبرح لمقاومتهم الارهابيين لانهم يخالفون الدين ويرفضون الجهاد بأجسادهن تحت مسمى جهاد المناكحة .
اما المدعوة  س. ل. والتي تبلغ من العمر عشرون عاما تروي طبيبتها ما تعرضت له من وحشية عندما اتت الى المركز الطبي منذ اكثر من اسبوعين طالبة مساعدتها لاسقاط حملها فرفضت الطبيبة ذلك من باب حرمة الموضوع ، ثم عادت اليهم بعد اسبوعان بحالة نزيف شديد اضطروا لنقل اربعة اكياس من الدم لها حين ظنت انها ستفارق الحياة اسرّت لطبيبتها بما جرى لها من اعتداء جنسي وحشي على يد عدد من الارهابيين كان نتيجته حمل سفاح في حين كانت في السابق تتردد على ذات المركز للعلاج من اجل انجاب الاطفال .
لفد جعلوا من جهاد النكاح تسويقا لموت الذات في النساء ولدفع الشباب المسلم فيها للجهاد المقدس على حد تعبيرهم بتمويل امراء الخليج  ليكونون الراعي الاول للاجرام واعلامه ومنظماته وشبكاته .
لم تقف الامور عند هذا الحد بل اصبح التكبير باسم الله سلاح ذو حدين ووسيلة لاستملاك الفتيات تحت مسمى الزواج  ، فلقد انتشرت قصة تداولتها الاوساط في حلب عن حادثة لفتاة جميلة  قادمة بحافلة من مدينة طرطوس الى حلب وكان هناك في الحافلة بنات وسيدات مسيحيات ارتدينا الحجاب خوفا من تعرضهن للاعتداء من قبل الارهابيين حين استوقفهم حاجز لجبهة النصرة أعجب أحدهم بالفتاة ووضع يده عليها وكبّر ثلاث تكبيرات وقال لها اصبحت زوجتي لم تبادر الفتاة بأي انفعال ولم تعترض او تصرخ او تُبدي اي تصرف معارض في حين استغرب جميع الموجودين في الحاقلة الذين لم يحركوا ساكنا لانهم عُزّل وحين انتهى الارهابيين من تفتيش الحافلة طلب الارهابي من الفتاة النزول من الحافلة والسير معهم بحكم انها اصبحت زوجته بعد التكبيرات الثلاث وفعلا نفذت اوامره وهي بكامل هدوئها وحين وصلت الى اسفل الحافلة وضعت يدها على الارهابي وكبرت ثلاث تكبيرات وقالت له انت مثل اخي فما كان منه سوى ان يصرخ بها لتعود الى الحافلة وتنهي قصة الزواج التي تتم بالتكبير بعد فتاوي شيوخهم حيث أن الشاب يكّبر على البنت ثلاث تكبيرات فتصبح حلاله بلا عقد زواج رسمي  .
لم تقف حدود هذه الفتوة عند الحدود السورية بحيث تجاوزتها لتصل الى تونس حيث اعترف مفتي الديار التونسية عثمان بطيخ ان ستة عشرة فتاة تونسية تم التغرير بهن وارسالهن للجهاد في سورية ضمن جهاد النكاح مع اسلاميين يقاتلون الجيش العربي السوري وان هذا فساد اخلاقي وبغاء
كما دعا المفتي الشبان التونسيين الى عدم الذهاب الى سوريا للجهاد قائلا انه هناك استغلال للظروف الصعبة للشبان لتجنيدهم والزج بهم في قتال ضد مسلمين اخرين ، وأي ربيع عربي هذا؟!!! ، لطالما كان الربيع يعني ولادة جديدة الا ان ربيعهم كان الموت بأفظع الاساليب والطرق وتحوّل جذري بوضع المرأة في سورية في المناطق التي يستولي عليها الجيش الحر وجبهة النصرة بعد ان كانت المرأة أم وأخت وزوجة طاهرة وامرأة عاملة تتحول الى امرأة تسخّر جسدها للمجاهد للترفيه عنه جنسيا وتكون بذلك قد نالت الجهاد وثوابه على حد زعم بعض الشيوخ وفتاويهم وكل ذلك بالاكراه .
لقد بدت مجتمعاتنا بحاجة الى اعادة تأهيل وتثقيف وتوعية بعد قبول البعض للقيام بالممارسات الحيوانية تلك بإسم الدين وان تربية هؤلاء الممارسين لجهاد المناكحة يثبت ان ثقافتهم تتميز بالخلل الشديد وان بيئتهم تمتاز بثقافة عديمي الاخلاق الذين تربوا بالادغال ولم يعرفوا معنى الانسانية ،  والخطورة ليست في هذا السلوك الشاذ بل تتمثل في سهولة استغلال الدين وتسويقه لدى الجهلة والبسطاء وسهولة اخذ شرعيته مهما كانت درجة دونيته إذا ما غطيّ بالدين وبالإسلام .

0 التعليقات:

إرسال تعليق