الأحد، 23 يونيو 2013

جوزيف ابو فاضل : الحل بانتشار الجيش في المناطق السنية فقط فتهدأ البلاد



أعلن الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ المشاكل الأمنية تتمركز بشكل أساسي في المناطق السنية وكذلك في المناطق المختلطة أي السنية الشيعية والسنية العلوية، وشدّد على وجوب أن يركّز الجيش على هذه المناطق بمعنى أن يكون موجودا في عرسال وطرابلس وصيدا والطريق الجديدة فتهدأ البلاد.
وفي حديث إلى برنامج "فكر مرتين" الذي تعدّه وتقدّمه الإعلامية شيرلي المر على قناة الـ"OTV" شاركه فيه رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري، لم ينف أبو فاضل وجود قرار بالدخول إلى عرسال، لكنه لفت إلى أنّ قائد الجيش لا يريد أن يغامر بضباطه وجنوده أكثر خصوصا بعد أن باتوا يصطادونهم في الآونة الأخيرة كالعصافير، مشدّدا على أن عرسال ليست نهر البارد وبالتالي فإنّ الجيش لا يمكنه أن يكرّر سيناريو نهر البارد فيها.
ورأى أبو فاضل أنّ المؤسسات كلّها معطّلة والجيش متروك لوحده ليتقلع شوكه بيده، نافيا أن يكون الغطاء السياسي الذي يُحكى عنه دوما قد أعطي للجيش ليضرب بيد من حديد، محذرا من أن سقوط الجيش لا سمح الله سيحوّله لعبء وهذا الأمر غير وارد على الإطلاق خصوصا أنه يشكّل اليوم صمام الأمان الوحيد المتبقي للبنانيين.
ووصف أبو فاضل إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا أحمد الأسير بالبنج الموضعي لا أكثر ولا أقل، معربا عن اعتقاده بأنه يُحرّك من الخارج، منبّها إلى أنّ المطلوب اليوم تشويه صورة حزب الله خصوصا في ضوء الانتصار الذي حققه الأخير في القصير.
وأكد أبو فاضل أن حزب الله لا ينتظر لا داخلا ولا خارجا، فهو يستطيع أن يتحرّك كلما رأى مقتضيات لتحرّكه، موضحا أنه عندما يرى صهاينة واسرائيليين يجب أن يتحرّك ولو كان هؤلاء عربا، مشيرا إلى أنّ تدخل الحزب في السنة الثالثة للمعارك في سوريا يعني أن هناك أسبابا موجبة لتدخله.
 
الجيش متروك ليقتلع شوكه بيديه
أبو فاضل رأي أنّ لبنان يعيش في هذه المرحلة في أجواء سياسية غير مسؤولة، معربا عن أسفه لعدم وجود مسؤول في لبنان يستطيع أن يتحمل المسؤولية، موضحا أنّ المؤسسات كلها معطّلة، لافتا في هذا السياق إلى أنّ مجلس النواب معطل وهو لا يستطيع العمل إلا بعد موافقة الادارة الأميركية خصوصا بعد المشكلة التي حصلت بعد أن مدّد المجلس لنفسه.
واعتبر أبو فاضل أنّ الجيش متروك ليقتلع شوكه بيديه، نافيا أن يكون السياسيون قد أعطوه الغطاء السياسي ليضرب بيد من حديد كما يقولون، منبّها إلى أن هؤلاء ينتظرون سقوط الجيش في مكان ما ليحمّلوه المسؤولية، وحذر من أنّ سقوط الجيش، وهو الذي يعتبر صمّام الأمان الوحيد في هذا البلد، سيؤدي لتحويله إلى العبء لا سمح الله، مؤكدا أنّ هذا الأمر غير وارد.
 
خطأ نهر البارد لن يُرتكب مجدّدا
ورأى أبو فاضل أنّ الجيش لا يستطيع أن يكرّر ما أسماه خطأ نهر البارد وبالتالي فإنّ هذا الخطأ لن يُرتكب مجددا لا في صيدا ولا في غير صيدا، موضحا أنّ الشهداء الذين سقطوا للجيش في نهر البارد سقطوا في المكان الخطأ، رافضا البطولات الوهمية التي يتحدّث عنها البعض، مؤكدا أن ما حصل في نهر البارد ليس انتصارا لأحد لا لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي كان قائدا للجيش يومها ولا للجيش، معلنا أنه يتفق مع الرئيس السابق العماد إميل لحود في هذه المقاربة.
وفيما لاحظ أنّ معظم الموقوفين على خلفية حرب نهر البارد أطلقوا وقد تولى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مهمة إخراجهم من السجن كما لعب الوزير محمد الصفدي أيضا دورا على هذا الصعيد، في إشارة إلى قضية الموقوف شادي المولوي الذي كانت سيارة الصفدي بانتظاره على باب السجن يوم خروجه من السجن، اعتبر أنّ القصة كلها كانت لالهاء الجيش بقصة طويلة عريضة حتى يقبضوا الثمن الأميركي.
 
أحمد الأسير بنج موضعي لا أكثر ولا أقل
واعتبر أبو فاضل أنّ إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا أحمد الأسير ليس سوى صنعا محليا، واصفا إياه بالبنج الموضعي لا أكثر ولا أقل، معربا عن أسفه لكون اللبنانيين هم من يضخّمون الأسير ويكبّرون دوره، لافتا إلى أنه لم يصل إلى الأسير لا عبر دراجته ولا عبر رحلته الثلجية في كفرذبيان ولا عبر البحر، وشدّد على أنّ من يمثل صيدا اليوم ليس الأسير بل إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود وكذلك الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد ورئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري.
وإذ اعتبر أبو فاضل أنّ الأسير عبارة عن مخدر موضعي تمّ تخويف الناس به وهو يتمّ تحريكه من قبل السعودية وقطر وتركيا، أشار إلى أنّ انكشاف لبنان تمّ عند دخول مجموعة تلكلخ إلى سوريا، وكشف من جهة ثانية أنّ أحد المشايخ في بيروت طالب في خطبة له بإسكان النازحين السوريين في المتن وكسروان.
 
سليمان أخذ مواقف صلبة جدا ضدّ المقاومة
وفيما رفض أبو فاضل الرد على إساءة الأسير للسيد المسيح، مكتفيا بالقول: "المسيح إله بالنسبة لنا ونحن أكبر من الرد على الأسير"، أوضح ردا على سؤال أنّ النيابة العامة تتحرك من تلقاء نفسه فقط في كل ما يتعلق برئيس الجمهورية، لافتا إلى أنّ الرئيس سليمان أخذ مواقف صلبة جدا ضد المقاومة وضد النظام السوري وضد الممانعة، وبالتالي عليه أن يتحمل تبعات تصريحاته، مؤكدا في الوقت عينه أنه ضد ملاحقة أي شخص ولكنه شخصيا لن يشتم رئيس الجمهورية أيا يكن بل سيبقى يدافع عن موقع رئاسة الجمهورية.
من جهة ثانية، انتقد أبو فاضل رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان السفيرة انجلينا ايخهورست التي تأتي إلى لبنان ولا تزور وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور وكأنها عضو في الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار، محمّلا المسؤولية لكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الذين يستقبلونها رغم تخطيها الأصول الدبلوماسية وعدم احترامها لها.
 
هل تستمر ظاهرة الصواريخ بعد أن ثبت التمديد؟
وفي الموضوع الأمني، توقف أبو فاضل عند منصتي الصواريخ اللتين عثر عليهما في منطقة بلونة في كسروان والصاروخ الذي انطلق منهما واصطدم بخطوط التوتر العالي في منطقة الكحالة ما أدّى لانفجار، فلفت إلى أنّ المنصّتين وُجدتا في الأحراج وبالتالي في منطقة بعيدة عن الأحياء السكنية حيث لا يوجد رقابة أمنية كافية بطبيعة الحال، مرجّحا وقوف مجموعة منظمة جدا وراء هذا الموضوع، لافتا في الوقت عينه إلى أنّ "أحد الظرفاء" علق على الموضوع بالقول أنّ المقصود بها هو وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل.
وردا على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنه لا يعلم ما إذا كانت ظاهرة الصواريخ ستستمرّ بعد أن ثبت التمديد للمجلس النيابي، لكنه دعا إلى أخذ التهديدات التي سبق أن أطلقها "الجيش السوري الحر" بعين الاعتبار، خصوصا لجهة قوله بأن يريد قصف الضاحية الجنوبية لبيروت وقتال الجيش السوري الحر في لبنان.
وأشار أبو فاضل إلى احتمال أن تكون البلدتان الشيعيتان فوق الكحالة هما المستهدفتان في الموضوع، لكنه أكد أنّ منطقة جبل لبنان وصولا الى بشري وزغرتا تتمتع بالاستقرار ولا مشاكل فيها كالمناطق التي يمثل الحضور السني الشيعي الثقل الأبرز فيها إذ إنّ المشاكل تحصل في هذه المناطق بشكل أساسي.
 
الوضع في طرابلس صعب وعرسال ليست نهر البارد
وردا على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الوضع في طرابلس أصبح صعبا جدا، مرجحا أن تكون عاصمة الشمال مقبلة على المزيد من المشاكل في المرحلة الآتية، متوقعا أن لا تبقى الأمور مضبوطة فيها، معربا في الوقت نفسه عن أمله بأن لا تتدهور الأمور أكثر.
وإذ رأى أن هناك بعض الاستقرار في المناطق الشيعية بفعل التحالف بين حركة أمل وحزب الله، رأى أنّ المشاكل تتمركز بشكل أساسي في المناطق السنية وكذلك في المناطق المختلطة أي السنية الشيعية والسنية العلوية، وشدّد على وجوب أن يركّز الجيش على هذه المناطق بمعنى ان يكون موجودا في عرسال وطرابلس وصيدا والطريق الجديدة فتهدأ البلاد.
وردا على سؤال عن سبب عدم دخول الجيش إلى عرسال، لم ينف أبو فاضل وجود قرار بالدخول إلى عرسال، لكنه لفت إلى أنّ قائد الجيش لا يريد أن يغامر بضباطه وجنوده أكثر خصوصا بعد أن باتوا يصطادونهم في الآونة الأخيرة كالعصافير، مشدّدا على أن عرسال ليست نهر البارد.
 
حزب الله لا ينتظر لا داخلا ولا خارجا
وفيما رأى في ما حصل في صيدا انسحابا من قبل أحمد الأسير، جدّد القول أنّ الأخير يتمّ تحريكه من الخارج، معربا عن اعتقاده بأنّ انتصار حزب الله في سوريا وتحديدا في القصير هو السبب الأساسي وراء كل المعارك الحاصلة إذ إنّ الفريق الآخر لم يتقبل هذا الفوز وبالتالي يسعى لاستدراج الحزب.
وأوضح أبو فاضل أنّ المطلوب اليوم تشويه صورة الحزب عبر الضرب المباشر لصورة أمينه العام السيد حسن نصرالله، نافيا أن يكون الحزب يُحرّك من الخارج، موضحا أنّ الوقائع الميدانية على الأرض أثبتت أنّ الحزب لا ينتظر لا داخلا ولا خارجا، فهو يستطيع أن يتحرّك كلما رأى مقتضيات لتحرّكه، وبالتالي فهو  عندما يرى صهاينة واسرائيليين يجب أن يتحرّك ولو كان هؤلاء عربا، وأشار إلى أنّ تدخل الحزب في السنة الثالثة للمعارك في سوريا يعني أن هناك أسبابا موجبة لتدخله.
 
المجلس الدستوري صورة مصغرة عن السياسيين
وفي قضية المجلس الدستوري، أوضح أبو فاضل أنّ المجلس الدستوري مستقل عن وزارة العدل، مشيرا إلى أنّ وزير العدل لا يملك سلطة على المجلس اطلاقا، لافتا إلى أنّ المجلس الدستوري هو اعلى سلطة دستورية في البلد وقراراته لا تقبل أي طريقة من طرق المراجعة.
وإذ استغرب ما حصل في هذه القضية، أعرب عن قناعته بأنّه لم يكن بالامكان أن يحصل غير ما حصل، مشيرا إلى أنّ "التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية اللذين لجآ إلى المجلس الدستوري ضد قانون التمديد كانا قد سكتا في السابق على ما وصفها بـ"أوسخ انتخابات في تاريخ لبنان"، في إشارة إلى انتخابات الـ2009 النيابية، ولفت إلى أنّ "التيار" لم ينتفض يومها بسبب تسوية السين سين، علما أن المجلس الدستوري نفسه اشار بالاصبع الى ان طائرات اتت الى لبنان ولو لم تحصل عليه ضغوطات كان أصدر قراره فورا وفسخ الانتخابات.
وإذ لفت إلى أنّ المجلس الدستوري هو صورة مصغرة عن السياسيين، أشار إلى أنه مثلما سكت في المرة الأولى اضطر أن يسكت ويرضخ هذه المرة لأن مصلحة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط تقضي بالتمديد خصوصا أنّ السفيرة الاميركية تضغط ليلا نهارا عليه لياخذ نواب الكتائب والقوات وهو يقول انه اقفل كاريتاس وبالتالي لا يريد ترشيح النواب جورج عدوان ولا فادي الهبر ولا دوري شمعون على لوائحه.
 
واقع القضاء تعيس جدا..
من جهة ثانية، لفت أبو فاضل إلى أنّ التيار الوطني الحر كما المردة وغيرها لا يملكون ممثلين لهم في المجلس الدستوري وهم لم يطرحوا أي شخصية من أعضائهم ولكنهم ساروا بالتركيبة وهذا الموضوع واضح، لافتا إلى أنهم لا يمكنهم أن يعتمدوا على حلفائهم، وخير دليل على ذلك الخلاف الحالي بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وأسف أبو فاضل للحال التي وصل إليها القضاء في لبنان، مستشهدا بعنوان ورد على صحيفة المستقبل عن أن موقوفين ماليزيين تمنعا عن المثول أمام المحكمة العسكرية، معتبرا أن هذا الأمر لا يجوز، مذكّرا بأنّ التشكيلات القضائية نفسها لم تقر لان اكثرية مجلس القضاء الاعلى من 14 آذار.
كما توقف أبو فاضل عند ظاهرة قطع الطرقات للضغط على القضاء وهو ما حصل في الطريق الجديدة حين تمّ توقيفه بعد أن عثر على علبة صواعق لا تزال مختومة بحوزته وعاد وأطلق بعد أن قطع أصحابه وجماعته طريق الكولا ولم يفتحوا إلا بإخلاء سبيله.
وخلص إلى أن واقع القضاء اليوم تعيس جدا، مشيرا إلى أنّ القضاة الذين يشكلون من مجلس القضاة الاعلى تابعون، لافتا إلى أنّ على القضاة ان ينتفضوا لكرامتهم، واصفا القضاء في لبنان بأنه قضاء الصدفة، مقرا بوجود قضاة ممتاز "ولكن القضاء هو جسم متكامل". وأشار إلى أن البلد لا ينهار حين تكون هناك عدالة حقيقية، مشددا على أن الأمن يحتاج لقضاء والقضاء يحتاج لأمن.

0 التعليقات:

إرسال تعليق