الجمعة، 21 يونيو 2013

هل يقدم الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني مبادرات جديدة تجاه لبنان وسوريا؟


 
فقد استطاعت القوى الاصلاحية الايرانية المعتدلة انجاح مرشحها الشيخ حسن روحاني من الدورة الاولى للانتخابات في مواجهة المرشحين المحافظين الخمسة، كما ان النسبة العالية من التصويت والتي فاقت السبعين بالمائة اكدت رغبة الشعب الايراني بالتغيير ووجود ملاحظات اساسية له حول السياسات الايرانية الداخلية والخارجية.

ورغم ان مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية ومجلس الامن القومي والحرس الثوري الايراني بلعبون دورا مهما في تحديد السياسات الايرانية الخارجية، فان شخصية الرئيس ورؤيته السياسية والاستراتيجية وفريق عمله يساهمون في توجيه هذه السياسات واعطائها فرص اخرى من التغيير والتوجيه.

وقد شكلت تجربة الرئيسين الايرانيين الاسبقين الشيخ هاشمي رفسنجاني والدكتور محمد خاتمي دليلا مهما على قدرة الرؤساء في ايران على تقديم صورة مغايرة للسياسات الخارجية ولعبا دورا مهما في تطوير علاقات ايران مع الدول العربية والاسلامية ولا سيما لبنان.

فهل سيشكل انتخاب الرئيس حسن روحاني فرصة جديدة لتطوير علاقات ايران بلبنان والدول العربية ؟ وهل يمكن ان يطلق روحاني مبادرات عملية لمعالجة الازمة السورية ويساهم في تخفيف الاحتقان المذهبي في العالم العربي والاسلامي؟

روحاني والرؤية الجديدة

تقول مصادر ايرانية اصلاحية وقريبة من فريق عمل الرئيس المنتخب الشيخ حسن روحاني ،ان الرئيس الجديد يمتلك رؤية مختلفة للسياسات الخارجية وهو مستعد لاطلاق مبادرات عمل ويريد احداث تغيير في السياسات الايرانية سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي.

وتعتبر المصادر ان المشاركة الشعبية الايرانية الواسعة في الانتخابات دليل على رغبة الشعب بالتغيير والاعتراض على السياسات التي كانت منتهجة خلال السنوات الثماني الماضية والتي ادت الى فرض الكثير من العقوبات على ايران وتدهور الاوضاع الاقتصادية وتوتر العلاقات بين ايران والعديد من الدول العربية والاسلامية ولا سيما المملكة العربية السعودية.

وانطلاقا من هذه المعطيات تؤكد المصادر الايرانية ان الرئيس الجديد يريد اطلاق مبادرات جديدة على صعيد العلاقات الخارجية وقد ظهر ذلك بشكل واضح من خلال مؤتمره الصحافي الاول الذي عقده بعد انتخابه حيث اكد على العلاقة المهمة مع السعودية ودعوته لاعطاء الشعب السوري الحق في اختيار نظامه السياسي رغم انه اعتبر ان الحكومة الحالية في سوريا هي حكومة شرعية ويجب ان تستمر حتى العام 2014.

وتؤكد المصادر ان الرئيس الجديد قد يطلق مبادرات عملية في المرحلة المقبلة لمعالجة المشاكل القائمة ولا سيما ازدياد اجواء التوتر المذهبي في العالم العربي والاسلامي.

ايران ولبنان

لكن ماذا عن مستقبل العلاقات الايرانية –اللبنانية؟ وهل يمكن توقع حصول تغييرات جذرية في هذا الاتجاه؟

تقول المصادر الايرانية ان في ايران وفي داخل الاوساط الاصلاحية ولدى النخب الايرانية الفكرية والسياسية ملاحظات كثيرة على صعيد العلاقات الخارجية وهناك دعوات دائمة لعدم حصر العلاقات مع دول اميركا اللاتينية وحزب الله ، وان العالم فيه قوى ودول اخرى وهذا يقتضي البحث عن سياسات جديدة مع الاحتفاظ بالثوابت الاساسية في سياسات الجمهورية الاسلامية.

وعلى ضوء هذه المعطيات ومن خلال تجربة الرئيسن الاسبقين الشيخ هاشمي رفسنجاني والدكتور محمد خاتمي تتوقع الاوساط الايرانية حصول تغيرات مهمة في سياسات ايران الخارجية واطلاق مبدرات عملية ولا سيما تجاه سوريا ولبنان والسعودية ، مع الاخذ بعين الاعتبار الترحيب الكبير الذي لقيه انتخاب الشيخ حسن روحاني من الدول العربية والاسلامية والغربية مما يفرض عليه التجاوب مع هذا الترحيب واطلاق خطوات عمل ايجابية لمعالجة المشاكل القائمة.
اذن نحن امام مرحلة ايرانية جديدة وعلى القوى والحركات الاسلامية والمرجعيات الدينية ولا سيما في الدول العربية والاسلامية ان تتعاطى بايجابية مع هذه المرحلة وان تتعاون مع القيادة الايرانية الجديدة عسى ان يتم الاتفاق على اطلاق مبادرات جديدة تساعد في التخفيف من اجواء الاحتقان المذهبي وتقدم حلولا عملية للازمات القائمة في العالمين العربي والاسلامي.
قاسم قصير
مجلة الامان-21-6-2013
شكلت الانتخابات الايرانية الاخيرة محطة مهمة على صعيد التأكيد على قدرة الشعب الايراني على ارسال رسائل مهمة للداخل الايراني وللقوى الخارجية والعربية والاسلامية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق