الخميس، 16 يناير 2014

"خلف الأبواب المقفلة" للدكتور سماح إدريس محاولة للتعرّف إلى العالم الداخلي للفتيان والفتيات

"خلف الأبواب المقفلة" للدكتور سماح إدريس
محاولة للتعرّف إلى العالم الداخلي للفتيان والفتيات


حصدت رواية "خلف الأبواب المقفلة" الصادرة عن دار "الآداب" للدكتور الكاتب سماح إدريس، رئيس تحرير مجلة "الآداب" المرتبة الأولى ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي في بيروت للعام الماضي 2013.
"خلف الأبواب المقفلة" رواية موجّهة إلى الفتيان والفتيات في الأساس. لكنْ، ومع مرور الوقت، اكتشف الكاتب أنه لا يمْكن أن تُحصر فيهم وحدهم، بل يمكن أن يقرأها أشخاصٌ من أعمار مختلفة، والأهلُ في الدرجة الأولى، لأنّ غالبيتهم لا يعرفون ماذا يحصل خلف أبواب أبنائهم المقفلة. وهي، في المحصّلة، محاولة لفتح الأبواب أمام غير طرفٍ ليتمكّن من التعرّف إلى العالم الداخلي للفتيان والفتيات.
يعترف الدكتور سماح إدريس، وهو رئيس تحرير مجلة "الآداب" أنّ معظم أحداث الرواية مختلقة. ولكنّه استند إلى بعض العبارات والأحداث الواقعية، وفي نهاية المطاف كان يركّب عمارةً غير "حقيقية" أو "واقعيّة". قائلًا: "إنّ نجاح هذه الرواية، لا بد أن يعود، في قسم منه، إلى إيهامها بالواقع؛ أما إنْ شعرَ القارئ بأنّها مجرد "تفنيصة" وتركيبة، فإنها لن تنال إعجابه ولن تكون ــ من ثم ــ ناجحة. ولحسن الحظّ أنّ ردّات فعل كثير من القرّاء ركّزتْ على أنهم "سبق أن عاشوا تلك الأحداث" أو أنهم "يعيشونها حاليًّا".
استطاع الكاتب أن يكسر الصورة النمطية في الواقع، كما حدث مع شخصيّة "البصّيم"؛ ففي حين يصوّر البصّيم في العادة شخصًا عتيقَ الزيّ، ثقيلَ الدم، بشعًا، لا يستحمّ، جاء في روايته شخصيةً ذكيةً وأنيقةً و"خدومةً" واجتماعيّة.
وعن الكتب الموجّهة خصيصًا للأطفال، واللغة المستخدمة فيها: يقول الدكتور سماح إدريس: حاولت قدر الإمكان أنّ أجسِّر، أيْ أن أقيم جسرًا، ما بين الفصحى والعاميّة والمعرّب واللغات الأجنبيّة. عند الكتابة للأطفال، التحدّي الأكبر هو أنْ يستطيع الكاتبُ إنشاءَ لغةٍ حديثة، لغةٍ أقرب إلى الواقع، لغةٍ لا تُلجِئَ الطفلَ إلى الفرنسيّة أو الإنكليزية كلّ الوقت لكسب المتعة والرشاقة في اللغة. والسؤال الذي يمكن طرحُه في هذا السياق: لماذا يفضّل أولادُنا قراءةَ الروايات بالفرنسيّة أو الانكليزيّة؟ والإجابة، في رأيي، لا تنحصر في مضمون الكتب العربية الموجّهة اليهم فحسب (معظمُها ممِلّ ويحتشدُ بالمواعظ والنصائح)، بل يتعدّى ذلك إلى اللغة الصعبة والمتقعّرة التي كُتبتْ بها هذه الكتب؛ حتى إنّ الطفل صار يُماهي بين مضمون النصّ واللغة نفسها، وصار يعتبر أنّ اللغة العربية نفسَها مملّة!

0 التعليقات:

إرسال تعليق