الجمعة، 17 يناير 2014

الدكتورة تالا قانصون من الجنوب اللبناني " كفررمان " إلى جامعة نيس الفرنسية تتمكن من إحراز تقدم علمي طبي

التحقيق من إعداد : سامر وهبي ورنا جوني

في الأفق يلوح إختراع طبي سيفتح آفاق لعلاج الكثير من الأمراض المستعصية يقوم على تحويل الدهن في الجسم الى جنين عبر الخلايا الجذعية التي تتحول الى خلايا ناضجة مثل خلايا قلب، كبد وقيمة الإختراع أنه سيساعد على علاج الكثير من الأمراض إذ أثبتت الإحصاءات العلمية أن 13% من وفيات العالم سببها السرطان والقلب ومتوقعا أن ترتفع الى 20% في العام 2020.
فقد تمكنت اللبنانية إبنة بلدة كفررمان الجنوبية "الدكتورة تالا قانصون" (29 عاما) من إحراز تقدما علميا طبيا في مجالا علوم الحياة في جامعة نيس في فرنسا، حيث تمكنت من تحويل الدهن في الجسم الى خلايا جذعية تتحول الى خلايا ناضجة، ومنها تتحول الى خلايا أي عضو في الجسم. ويعتبر هذا الإبتكار من أهم الإختراعات الطبية للقرن الواحد والعشرين .
في جعبة الدكتورة قانصون 11 اختراعا دونتهم في مجلات علمية مثل مجلة Stem cells, Diabetes و LETTER CANCER معترف بها عالمياً
ويعتبر الياباني شينيان يامانكا أول من إخترع الخلايا الجذعية من الجلد عام 2008 وتوصل الى أن الخلايا البالغة المتخصصة يمكن إعادة برمجتها لجعلها غير ناضجة مجددا فيصبح بالإمكان تحويلها إلى أي نسيج آخر في الجسم وحاز على جائزة نوبل للطب عام 2012 ، وتعتبر تالا قانصون أول من إخترعها من الدهن في فرنسا نهاية عام 2008
يقوم الإختراع على اخذ الخلايا الدهينة من الجسم وتحويلها الى خلايا ناضجةips، يمكن تحويلها إلى خلايا كبد، قلب، عضل، يزرع داخل الجسم حيث المرض المراد علاجه، ولأن هذه الخلايا من جسد المريض، فلا يوجد أي احتمال برفض الجسد لها." وتطور هذه التقنية يساعد على حل الكثير من مشاكل الطب، من يحتاج عضلة قلب كبد، قلب يعاني من سرطان وغيرها من الامرا ض، ويجري التحضير اليوم لإنشاء بنك دولي لهذه الخلايا.
الدكتورة قانصون التي إلتحقت بجامعة نيس بفرنسا لتكمل تعليمها في علوم الحياة أثبت تفوقها منذ السنة الأولى فحازت على منحة من وزارة التربية الفرنسية BOURSE FLECHEE، ولقد تخصصت بـ"الخلايا الجذعية" وتركزت أبحاثها حول "الخلية الجذعية التي تتحول إلى خلايا دهنية وعضمية حصلت على شهادة الدكتوراه في البيولوجيا الجزيئية والخلوية (الخلايا الجذعية (IPS CELLES بدرجة شرف.
"وسط الحاجة لاختراع كالخلايا الجذعية، الذي أوجد حلولا وعلاجات للعديد من الأمراض كان لبنان ينأى بنفسه عن متفوقيه وتسأل الدكتورة قانصون: أين الدولة من الشباب المبدع، لما لا تحرك ساكنا لأجل تلقف إبداعهم وإحتضانهم، دوما المتفوق والمبدع اللبناني مهمش"، وتضيف "لما الدولة الفرنسية احتضنتي وفتحت مختبراتها لي واعطتني الجنسية الفرنسية و لم تقصر أبدا بحقي بل تحرص على حماية الباحث لأنه سيرفع إسمها عاليا، ومع ذلك أضع نصب عيني الإرتقاء بلبنان وإن لم ينظر إليّ".
أمضت قانصون اكثر من عشرة أعوام في البحث والتحليل الطبي، قدمت بحثا علميا على سرطان الكولون المنتقل الى الكبد" وهو مرض لا علاج له ابدا إذا كان منتشر بنقاط متعددة" يقوم الاختراع بحسب قانصون على "قطع الدم عن الخلايا السرطانية ووصله الى الخلايا الصحيحة عبر مادة VEGF التي تخرجها الخلية تذهب لخلية الدم تعطي الأوامر ببث الدم وتزودها بدم وتموت الخلية ويتخلص الجسم منها بشكل طبيعي". وتلفت الى أنه سيتم تطبيقه على المرضى قريباً.
اكملت قانصون أبحاثها فقدمت دراسة حول أسباب البدانة "السمنة الزائدة" وتوصلت الى أنها "وراثية" تنتقل من الام للأولاد، رؤيتها العلمية وثقتها قانصون في فصل من كتاب حول البدانة يدرس في جامعات فرنسا وإنكلترا وهو صادر عن دار النشر SPRINGLER ويحكي "عن الخلية الجذعية التي تعطي الخلية الذهنية من بداية خلقها حتى تموت مرورا بالبدانة، البدانة الذائدة الضعف والضعف الزائد وما يلحقها من امراض السكري القلب"
ولأن "القريب اولى من الغريب" عادت قانصون مؤخرا الى لبنان لتعمل في الجامعة الامركية التي أرسلت بطلبها وسيتركز بحثها على "سرطان الدم "أللوكيميا"، وترى قانصون أن هذا الإبتكار سيكون الاهم "لأنه سيجري أخذ الخلايا من جسم مريض لنحولها خلايا نداوي فيها المريض نفسه، وهذا ياخذ وقت"، وبإعتزاز تقول " سأكون أول شخص يطبقها في لبنان" أضف الى " أن الجامعة الاميركية متشجعة كثيرا ولديها طاقات فكرية ومادية.
وترى قانصون أن بحثها العلمي في لبنان أهم لأنه يجري أخذ الخلايا من أشخاص مرضى، "وهذا تحدي كبير أخوضه لأن قلة في العالم تعمل على خلايا مريضة وساعدني في الأمر أن هناك تسهيلات في لبنان عكس فرنسا يصعب جدا أخذ خلايا من أشخاص مرضى" وتلفت الى أنه "قد يكون هناك تعاون مختبري بين لبنان وفرنسا
وتأمل قانصون أن "تحظى بدعم لأن الأبحاث تحتاج الى اموال طائلة أحيانا باسبوع تحتاج الى 15 الف دولار ، وتقول " اود ان انجح في الجامعة الامريكية وامل ان لا اجبر على العودة الى فرنسا،احب ان ابقى واعمل ابحاث واعيش بلبنان ، وهي تسعى لتأخذ شهرتها في لبنان كما الخارج "حلمي ان اطبق هذه التنقية في كل مكان" المخترع لا حدود له طموحي كبير
تعتبر قانصون من أصغر الباحثين في هذا المجال بالنظر الى عدد الإختراعات التي قدمتها، طموحها العلمي لا حدود له، طالما الإنسان يملك أسئلة سيبقى باحثا عن الأجوبة"
وبالتالي سيكون للبنان نصيب أن يدخل إسمه في إبداع الطب فهل يتلقف المبادرة؟
تحمل قانصون رسالة الى كل باحث علمي أن يكون عنده هدف، أن يكسر كل الحواجز ليصل الى طموحه العلمي، دون ان تستنثي الجامعة اللبنانية فتدعوها لكي تعمل الطالب كيف يبحث عن المعلومة، أن تدفعه للتفكير والتحليل وإلا لن يكون هناك مخترعين، تنمية الوعي ليس فقط، أدرس بل أفكر وأحلل.
الدكتورة قانصون كتبت بعض من سيرتها العلمية وفيها :
سافرت إلى فرنسا عام ٢٠٠٣بعد نيلي شهادة الباكالوريا و بدأت دراستي في جامعة نيس الفرنسية في جنوب فرنسا نلت إجازة في علوم الحياة والصحة و من ثم أكملت الدراسات العليا ماجستير أبحاث في كلية العلوم الفرنسية. نلت الشهادة بجدارة و دوّن بإسمي إختراعين الأول عن سرطان الكولون والثاني عن البدانة . بعد هذا النجاح نلت من وزارة التربيةالفرنسية منحة دكتوراه تسمى منحة موجهه (bourse ministérielle fléchée ) و انتقلت إلى كلية الطب في نيس في عام ٢٠٠٨
في نفس العام تم إختراع كبير في اليابان حيت تم تحويل خلية متخصصة إلى خلية جذعية تشبه كثيراً الخلايا الأولى لدى الجنين تسمى هذه الخلية (iPS cell). هذه الخلية يمكنها إعطاء كل خلايا الجسم. أحدث هذا الإختراع ضجة كبيرة بحيث انه سيشكل بعد سنوات حلاً لمشاكل صحية كثيرة بحيث يمكن مثلاً تحويل أي خلية من جسم الإنسان إلى خلية جذعية ومن ثم إلى خلايا أعضاء مثل خلايا قلب أو كبد أو شبكة عين، فيمكن بذلك زرعها دون أن يرفضها الجسم. لقد نال الياباني يامنكا على هذا الإختراع جائزة نوبل للطب عام ٢٠١٢. إنطلاقا من هذا الإختراع بدأت ابحاثي فلقد كنت أول شخص (اول مختبر) في فرنسا يحول خلايا مأخوذة من طفلين إلى خلايا جذعية ( iPS cell) و من ثم نجحت بتحويلهم إلى خلايا دهنية بيضاء (موجودة عند البدين) و بنية (موجودة عند النحيف) تم الإعتراف دولياً بهذا الاختراع و نال شهرة واسعة عالمياً لأهميته بمجال معالجة البدانة فهو الاختراع الفرنسي الأول في هذا المجال.
لقد انتهيت من الدكتوراه بتفوق و بدرجة مشرف جداً (très honorable ) و بدأت بالعمل في مجال الأبحاث في فرنسا وأعتبر من أصغر الباحثين بعدد كبير من الأبحاث (٢٩ عام و عشر أبحاث )
أما الآن فما زلت على علاقة وطيدة بالمختبرات الفرنسية و نعمل دائماً معاً. و منذ شهرين انتقلت لبيروت للعمل في الجامعة الأميريكية في بيروت (AUB) للعمل على تحويل خلايا مرضى إلى خلايا جذعية (iPS) لأول مرة في لبنان.
أنا احمل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية.






























 

0 التعليقات:

إرسال تعليق