الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

معركة القلمون الكبرى لن تقع.. لدى الجيش السوري إستراتيجية أخرى ماهر الخطيب - خاص النشرة


يشغل الحديث عن معركة جبال القلمون السورية الأوساط السياسية والأمنية، اللبنانية والسورية، منذ فترة طويلة، وطرحت عدّة سيناريوهات لهذه المعركة التي قيل أنها ستكون حاسمة على صعيد تطور الأوضاع السورية، وذهب البعض إلى اعتبارها أهم من معركة القصير التي ساهمت في تبديل المعادلات على أرض الواقع إلى حد بعيد.
الساحة اللبنانية لم تكن بعيدة عن أجواء هذه المعركة، خصوصاً أن جميع المعلومات كانت تشير إلى تداعيات خطيرة لها على الأوضاع في أكثر من منطقة حدودية، لكن في حقيقة الأمر ليس هناك من معركة كبرى في القلمون في المرحلة الراهنة، ولدى القيادة السورية إستراتيجية أخرى من أجل التعامل مع الواقع هناك.
 
المعارك في المنطقة لم تتوقف أصلاً العملية العسكرية في جبال القلمون لم تتوقف طوال الفترة السابقة، والحديث عن المعارك في نطاق هذه المنطقة أكبر دليل على ذلك، حيث شهدت بعض البلدات معارك عنيفة بين وحدات الجيش السوري وفصائل المعارضة السورية، لكن التركيز على اقتراب موعد المعركة الكبرى بالتزامن مع المساعي لعقد مؤتمر جنيف الثاني لم يكن بريئاً.
وفي هذا السياق، توضح مصادر مطلعة على سير العمليات العسكرية أن الدخول في معركة مفتوحة في هذه المنطقة ليس بالأمر السهل، خصوصاً أن الطبيعة الجغرافية لها لا تساعد كثيراً على ذلك، وتشير إلى أن معظم المقاتلين في المنطقة هم من المهربين السابقين الذين يحفظون تفاصيل المنطقة جيداً، وتشدد على أن الواقع هناك يختلف عن ذلك الذي كان قائماً في منطقة القصير.
وتلفت المصادر نفسها إلى أن هذا لا يعني أن المنطقة متروكة من قبل الجيش السوري، حيث تؤكد أن العمليات العسكرية فيها مستمرة منذ فترة طويلة، وتشير إلى أنها لم تتوقف على الإطلاق، حيث تمكنت وحدات الجيش من إستعادة السيطرة على عددٍ من القرى وخسرت بعضها الآخر، وتشدد المصادر على أن التركيز على هذه المنطقة في المرحلة الراهنة كان من الباب السياسي لا أكثر، لا سيما أن القوى الإقليمية والدولية التي تضع ثقلها فيها باتت معروفة من الجميع.
 
إستراتيجية القضم على صعيد متصل، توضح المصادر العسكرية المطلعة أن هناك إستراتيجية عسكرية متبعة في هذه المنطقة تعتمد في مناطق أخرى أيضاً، وتشير إلى أنها تقوم على نظرية التعاطي مع واقع كل بلدة على حدى، حيث أن لكل منها وضعاً خاصاً، وتلفت إلى أن بعضها قد يعود إلى يد القوات النظامية من دون وقوع أي إشتباك، في حين أن بعضها الآخر قد يتطلب معارك عنيفة بحسب المجموعة التي تسيطر على أرض الواقع، أي أن بعض المجموعات تُصر على القتال حتى النهاية، في حين أن هناك من يفضّل الإستسلام على الموت.
وفي هذا الإطار، ترى المصادر أن هذه النظرية التي تقوم على "القضم" قادرة على الحد من الخسائر وتجنب حصول دمار كبير في أماكن كثيرة، لكنها تؤكد أن هذا الأمر يعني أن الحسم لن يكون في وقت قصير، لا سيما مع الدخول في فصل الشتاء حيث تصعب الحركة في المنطقة نظراً إلى طبيعتها الجبلية الوعرة.
من جهة ثانية، لا تستبعد هذه المصادر أن تقدم المجموعات المسلحة على تصعيد كبير في المنطقة في الأيام المقبلة، نظراً إلى أنها باتت محصورة من أغلب الجهات، إلا أنها تشدد على أن التحضيرات قائمة من أجل التعامل مع أي واقع مستجد، وتؤكد أن هذه المجموعات غير قادرة في الوقت الحالي على القيام بأي تغيير في المعادلة العسكرية على الأرض، سواء كان ذلك في القلمون أو غيره.
أما بالنسبة إلى موضوع الحدود اللبنانية السورية، توضح المصادر أن سلاح الطيران يتولى التعامل مع هذا الأمر في الفترة الأخيرة، وتشير إلى عمليات إستهدفت شاحنات تقوم بنقل السلاح إلى الداخل السوري، وتلفت إلى أن عمليات رصد دائمة تحصل لهذه المنطقة من أجل تفادي أي أمر غير محسوب، وتؤكد أن الأمور لن تخرج عن السيطرة.
 
في المحصلة، لن يكون هناك من معركة كبرى في منطقة جبال القلمون في المرحلة الراهنة على الأقل، وكل كلام غير ذلك ينطلق من خلفيات سياسية هدفها التصويب على أكثر من جهة، خصوصاً أن هناك من يريد أن يستغل هذا الموضوع، لا سيما على الساحة اللبنانية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق