السبت، 9 نوفمبر 2013

لهذه الأسباب لن يلتقي نصرالله وجنبلاط - علي ضاحي - "صدى البلد"


تبدو قيادة حزب الله وأحزاب 8 آذار مرتاحة لمواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة في الاطلالة المتلفزة الاخيرة الثلاثاء الماضي. وما لم يقله في مقابلته المتلفزة مباشرة أوحى به خلالها. وهو أكد في ثلاث مسائل انضواءه  في مشروع 8 آذار وحزب الله الداخلي (ولو لم يعلن انتقاله الى صفوفها)، ولا سيما في هذا التوقيت الحرج من عمر المنطقة ولبنان.
اولاً وفي موضوع تشكيل الحكومة وتمسكه بصيغة الـ9-9-6، قطع الطريق على اي حكومة حيادية او تكنوقراط او غير حزبية تهدف الى استبعاد الحزب من اللعبة السياسية. ثانياً : ملف سلاح المقاومة هو موضوع خلافي ويجب سحبه من التداول الداخلي اللبناني. ثالثاً وهو الملف السوري وتدخل "حزب الله" في سورية حيث دعا الى فصل الملف اللبناني عن السوري ومجريات الأزمة السورية وعدم الرهان على متغيرات سريعة فيها لاستثمارها في الملفات الداخلية اللبنانية. وميّز جنبلاط كذلك بين موقفه من النظام السوري وبين علاقته بالقوى المتحالفة معه في لبنان من جهة ثانية.
اعلان وليد جنبلاط عن بقائه في الوسط يهدف الى أمرين اولهما بقاء هامش الحراك لديه واسعاً ما يؤهله للعب دور "بيضة القبان" بين فريقي الأزمة. وثانيهما تحصيل اكبر قدر ممكن من المكاسب من امتيازات وتعيينات وحصص وزارية ونيابية وغيرها.
"الرسالة الشهيرة" التي سرب مضمونها الى احدى الصحف المحلية ورغم نفيها من كل من النائبين طلال ارسلان وجنبلاط ارسلت فعلاً وحملها ارسلان الى الرئيس السوري بشار الاسد بعد ايام من زيارة جنبلاط لارسلان في منزله منذ اكثر من 15 يوماً بعيداً من الاعلام، لكن المفاجأة ان تسريب الرسالة ومضمونها لم يكن لا من طرف جنبلاط ولا ارسلان حيث كان الاتفاق على ان يبقى اللقاء سرياً ومضمون الرسالة ايضاً وكذلك اللقاء بين الاسد وارسلان. وينطلق مضمون الرسالة من رؤية وليد جنبلاط لاتجاه الامور في المنطقة وهو يرى ان الامور سائرة في اتجاه تسوية شاملة ودول كبرى واطراف فاعلة كاسرائيل والسعودية شدت احزمتها ورفعت الصوت عالياً من اي تقارب بين الاميركيين والايرانيين. فاسرائيل صعدت بشكل غير مسبوق موقفها من التسوية السلمية لملف ايران النووي وكذلك السعودية اخذت مواقف سلبية للغاية من الولايات المتحدة على خلفية هذا التقارب. فإذا كانت هاتان الدولتان وغيرهما من الدول الفاعلة تقرأ المتغيرات فكيف لا يسير معها وليد جنبلاط؟.
اللقاء بين جنبلاط والسيد حسن نصرالله ليس وارداً في المدى المنظور ومرتبط بتغير موقف جنبلاط من النظام السوري والرئيس الاسد لان لقاءً من هذا النوع سيوحي بأن كل المواقف متطابقة وان الفريقين متفقان في كل المسائل وهذا لن يحدث بدون تفاهم مع السوريين.
التنسيق المستمر بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي لا يتم فقط على المستوى القيادي السياسي بل على المستوى الامني عبر لجنة امنية- سياسية يقودها النائب اكرم شهيب والحاج وفيق صفا. وهذا التنسيق تكثف بعد استهداف الضاحية بالصواريخ وبتفجيري بئر العبد والرويس. ولم ينحصر هذا التعاون بين الجانبين على تحصين المناطق المختلطة مذهبياً وسياسياً من تأثيرات الازمة السورية وتحصين الاستقرار الذي يعمل عليه الطرفان بجدية، بل وصل شعاعه الى منطقة راشيا وحاصبيا والبقاع الغربي وخصوصاً بعد تردد انباء عن استفحال عمليات تهريب الاسلحة ودخول وخروج مسلحي المعارضة السورية عبر منطقة شبعا والعرقوب وسريان انباء عن تعاون بين بعض المسؤولين الاشتراكيين والمعارضة السورية. فتبين للجانبين ان هناك جهة محلية تعمل على تضخيم الاحداث وتعمل على ابراز دورها ووجودها في المنطقة على حساب بعض القوى. كما ظهر ان الشخص المذكور والمتهم بعمليات تهريب الاسلحة والمقاتلين يعمل وفق اجندة شخصية تبغى الربح وبغطاء من بعض الفاسدين والمرتشين في احد الاجهزة الامنية.
في اطلالته المتلفزة الأخيرة أصر جنبلاط على وسطيته وتمايزه، لكن هذا التمايز سيكون عرضة للاختبار كلما تأخر نضوج التسوية في المنطقة، لكن الثمن الذي سيدفعه جنبلاط على المستوى الشخصي والحزبي والطائفي سيكون اقل من الثمن الذي سيدفعه لبنان واللبنانيون فاللعب مع الكبار عندما يتجاوز عض الاصابع لا يمكن التكهن بنتائجه. جنبلاط تنبأ بالنتائج مسبقاً وعلى الآخرين ان يتعظوا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق