الثلاثاء، 22 أبريل 2014

هجمة شرسة من موقع إعلامي مسيحي على النائب وليد جنبلاط

لماذا تستفز المسيحيين يا وليد بك؟

كأن النائب جنبلاط يريد القول للمسيحيين، "انا ارجح كفة المرشحين للرئاسة، وتاليا انا الذي يختار الرئيس المقبل، وانا لا اريد رئيساً قوياُ عند المسيحيين، وانا وانا وانا. وانتم يا ابناء الصليب، هزمتم في الحرب الاهلية، ليس على اليد الفلسطينيين الذين قادهم والدي، بل عن طريق السوريين، لا فرق، لكنكم هزمتم. هزمتم وفقدتم صلاحياتكم، وانا، وانا، وانا.. وما ادراكم ما انا، لا اريد ان تستعيدوا ايام السلم ما خسرتوه في الحرب".

مستفز ما قام به النائب وليد جبلاط. ليس فقط لجماهير الدكتور سمير جعجع الذين خسروا من يرجح كفة زعيمهم، وليس فقط لجمهور العماد ميشال عون الذين راهنوا كثيراً على اصوات كتلة النائب جنبلاط ليعود زعيمهم الى بعبدا. ما قام به جنبلاط استفز جميع المسيحيين الذين استعادوا مشهد تهجيرهم من الجبل، فعلى يد الزعيم ذاته يلغى الوجود المسيحي من رأس الدولة.

قرر جنبلاط في اللحظة السياسية التي يمتلك فيها المسيحيون فرصة العودة الى الحكم ليتساوا مع غيرهم من الطوائف، استعادة حروب والده مع المارونية السياسية. قرر جنبلاط ضرب المسيحيين مجدداً. في لحظة الاجماع على الاتيان برئيس قوي يمثل في الشارع المسيحي، ويمتلك موقفاً واضحا من القضايا المطروحة، قرر جنبلاط ترشيح احد نواب كتلته – الذي طبعاً لم يصبح نائباً باصوات المسيحيين - للرئاسة.

من غير المقبول ان يقول النائب جنبلاط، رئيس اصغر كتلة نيابية في المجلس للمسيحيين: "انا اختار رئيسكم". قد يكون الامر مقبولا بالمنطق الديمقراطي في حال قرر جنبلاط ترجيح كفة مرشح يمثل لدى المسيحيين ضد مرشج آخر يمثل ايضا عند المسيحيين، لكن ان يضرب جنبلاط بعرض الحائط كل الزعماء المسيحيين وما يمثلون، لكي يرشح نائباً لا يمثل سوى نفسه في الشارع المسيحي، فهذا استخفاف غير مقبول في ظل هذه الصيغة اللبنانية. الامر ليس طبيعياً، فقط، لان زمن البكوات قد ولّى، ولانه لا يمكن لاحد ان يقول لاحد انا افكر عنك، واختار المناسب عنّك، واصنّف الجيد والعاطل عنّك، واعيّن رئيساً للجمهورية عنّك.

قد يقبل المسيحيين بما حصل، وقد يقبلون ايضاً ان يأت النائب هنري الحلو رئيساً للجمهورية في حال قبل الشيعة بالاعلامي نديم قطيش (مع احترامنا الشديد له) رئيساً لمجلس النواب، واذا قبل السنّة بالاعلامي سالم زهران (مع احترامنا الشديد له) رئيساً للحكومة. قد يقبل المسيحيين حينها بهذا النمط من التعاطي الفوقي معهم، وسيتسامحون بالسنوات، ربما، بالسنوات الـ24 الماضية التي كانوا خلالها خارج السلطة في حين كان الآخرون فيها، بل كانوا هم السلطة. أيمكنكم تخيّل المشهد؟

رئاسة الجمهورية يا وليد بك ليست فرصة للمناكفات. وليست فرصة لاستعادة معارك مرّ عليها الزمن. وليس فرصة للابتزاز. في الاستحقاق الرئاسي هذه السنة فرصة وحيدة، او ربما فرصتين، الاولى للمسيحيين يستعيدون خلالها جزء مما خسروه من وجودهم، والثانية، لغير المسيحيين، يثبتون خلالها انهم يريدون العيش المشترك. المشترك فعلاً، لا قولاً.

اما النائب الحلو فنسأل: "كيف تقبل ان تترشح ضدّ من يمثلون المسيحيين؟ او الاصحّ، كيف تقبل ان تترشح ضدّ امل المسيحيين (بغض النظر عن الاسم)؟ كيف يمكنك وانت حفيد ميشال شيحا والد الدستور اللبناني ان تكون الخنجر الذي تذبح به الصيغة اللبنانية؟ الصيغة المكملة للدستور حتماً. المناصب مغرية. نتفهّم.
التحرير | ليبانون ديبايت
22 نيسان 2014

0 التعليقات:

إرسال تعليق