الاثنين، 8 يوليو 2013

قناص الربيع العربي بقلم الإعلامية ندى نور الله - سوريا

حرفية ودقة عالية في التصويب وكيف لا طالما بنادق القنص ليزرية ستكون الرصاصات غالبا في الرأس واحيانا في القدم ثم في الصدر واحيانا مباشرة الى القلب ، ذلك تابع للمهنية والهواية ولنوع جنسية القنّاص ، فكل من يريد ان

يمارس هواية القنص ويقبض معها اجر خيالي سيجد الساحة مفتوحة في شوارع ثورات الربيع العربي.

 أما جهة التصويب فهي اما اسطح المباني او احدى الشقق العالية في اماكن استراتيجية تطل على مساحات كافية لقنص اي هدف متحرك .

اما القتلى فهم تونسيون مصريون ليبيون ويمنيون وسوريون ويمكن ان تكون القتلى اي جنسية عربية اخرى حسب تسلسل بلدان المؤامرة.

الهدف من وجود القناصة قتل المواطنين واثارة الفتنة في المجتمع واتهام الحكومات بذلك في سياق مخطط غربي معد مسبقا لتشويه الحقائق وزراعة الفوضى في هذه المجتمعات واثارة الانقسام فيها والتحريض على الاجهزة الحكومية  لتغيير خارطة المنطقة الجيوسياسية بما يتوافق مع مصالح الغرب واسرائيل .

في تونس كان المثير للاهتمام ان رصاصات الموت التي استخرجت من الجثث تم التحفظ عليها بالرغم من انها لم تكن من اسلحة الشرطة التونسية بل حسب اقوال شهود عيان وفيديوهات نشرت على اليوتيوب انها من قناصة ملثمين على اسطح المباني كانت تتصيد المتظاهرين الا ان التحقيقات لم تسطيع الوصول اليهم ليخرج المجرم دون ادانة .

ذكرت «سي ان ان» أن «عصابات مسلحة كانت تقاتل قوات الأمن التونسية وذكرت أن العديد من جرائم القتل التي ارتكبت على مدار الانتفاضة التونسية كان وراءها قناصة مجهولون.

وفي مصر تسللت عناصر أجنبية بينهم قناصة محترفون داخل المتظاهرين يرجح أنهم القاتلون الحقيقيون لعديد من الضحايا الذين قتلوا بطريقة سينمائية ، هناك ستجدون امن مركزي في الشوارع يصد المتظاهرين ومقنعون مختفون في المباني وعلى الاسطح يقتلون مايشاء لهم .

و في ليبيا استعملت نفس التقنيات التي استعملت في تونس كما أعلن مسؤولون ليبيون كبار عن رصد عناصر أجنبية دخلت الى ليبيا وكانت الاشارة الى أجانب قدموا من البلدان المجاورة ولكن أصابع الاتهام تشيرالى قوات بلاك ووتر الامريكية ببعض جرائم قنص المتظاهرين .

وتكرر المشهد في سورية ولكن هنا تم التثبت من ذلك اذ تم القبض على عدد من العناصر الاجنبية من جنسيات مختلفة داخل سورية كانت تمارس القتل بصورة احترافية فهناك معلومات عن استخدام المرتزقة وفرق الموت والقناصة من قبل وكالات الاستخبارات الغربية التي تدعم حكومات عربية في محاولة للبقاء في السلطة لذلك تلجأ الى قناصة مجهولين لتخويف خصومها ويتم استخدام القناصة لخلق الذعر والخوف والدعاية المناهضة للحكومة فهي سمة أساسية من السمات الغربية لتغيير اي نظام تريد  .

التقيت ببعض الاشخاص الذين تم قتل احد افراد عائلتهم قنصا بالرغم من انهم من المدنيين .

يقول ر .خ ، في المنتصف من رمضان الماضي خرج والدي ولم يعد ، اتصلنا به على هاتفه ولكن كان خارج الخدمة انتظرناه على الافطار لم يأتي ولكن بظروف مثل الظروف التي يمر بها البلد بدأ الشك ينتزع الصبر منا بعد ساعات انتظار جاءنا هاتف من احدهم يطلب فدية كي يعيد والدي ووعد بالاتصال مرة اخرى للاتفاق انتظرنا اياما الى ان نفذ صبرنا  ولكنه لم يتصل قررنا وقتها في ليلة وقفة العيد ان نبدأ البحث في المستشفيات كخطوة اولى . وفي احدى مستشفيات الدولة بحلب وجد له رقما و اسماً بين الشهداء بإذن الله ذهبنا الى المسؤول عن جثث الشهداء اخبرونا انه كان مصاب برصاصة قناص في رأسه بمنطقة صلاح الدين بحلب وبقي بالمستشفى ايام وام يستلم جثته احد فاضطررنا لقبره في مقابر جماعية لان مكانه في البراد يحتاجه شهيد اخر استشهد في معركة او برصاص قناص فكان عيد الفطر يومها رمزا للالم لاننا الى الان لم نعرف اين هي تلك المقبرة الجماعية .



يقول أ. ك ، كان ابني جالسا وراء مكتبه يتمتع بصحة جيدة واذا به يميل بجسده الى الامام ليرتمي فوق المكتب في البداية ظننا انه اصيب بأزمة قلبية وحين نقلناه الى المستشفى قالوا لنا انه مصاب بشلل رباعي لم نعرف سببه ولكن الطبيب بعد ساعات انتبه الى ثقب خلف رقبته استقرت به رصاصة قناص وفي اليوم الثاني فارق الحياة .

اما احد رجال الجيش العربي السوري م . ع ، على احد الحواجز بحلب وبحركة لا ارادية تغير مجرى الرصاصة التي مرّت بجانب جبيني ومضت في طريقها ، علمت وقتها ان لي عمر سوف اقضيه ولكن الرصاصة الثانية بعد ايام استقرت في الصدر فوق القلب وايضا اخطأت طريق الموت ونجوت وقتها كنت اقف على احد الحواجز وفجأة شعرت باصابتي في صدري فجلست على كرسي بقربي استغرب صاحبي من جلوسي فأشرت له الى قلبي فشاهد الدم بدأ يصرخ هذا اخر ماسمعته وصحوت لاعرف اني مازلت على قيد الحياة لان لاشيء يهزم الغدر سوى القدر .



اما س . ب ،  يقول والدي وأمي ذنبهم انهم في بداية ماسميّ ثورة كان لهم طريق في مكان يتواجد فيه قنّاص غادر ، كانوا بالنسبة له صيدا عشوائياً وكان موتهم بالنسبة لي قاتل ، لا اقوى الى الان على تجاوز تلك المحنة ولست قادرا على نسيان وجهيهما الملطخان بالدماء . حسبي الله ونعم الوكيل والحمد لله على كل شيء.

ع . ب ، يبلغ من العمر خمسة عشرة عاما يقول ارتبطت بصداقة جميلة مع جنود من الجيش العربي السوري كانوا يقيمون حاجزا في شارعنا وكنت انا وصديقي نحضر لهم الشاي واحيانا قهوة ونتحدث اليهم ونتصور معهم ومرة حين دخل الجيش الحر الى منطقة بني زيد بحلب مع انتشار القناصة في تلك المنطقة كنت اقف مع الجيش على نفس الحاجز  خلف حائط  حجري يقفون وراءه انطلقت رصاصة قنّاص وعوضا من ان تصيبني اصابت الحاجز الحجري الذي امامي فدفعني احد رجال الجيش ورماني على الارض محاولا حمايتي ولكن رصاصة اخرى انطلقت من مكان بعيد و اصطدمت بالحاجز مرة اخرى فطلب مني رجل الجيش ان ازحف بعيدا عن الحاجز وان لا اقترب منهم مرة اخرى .  وبعد ان قُتل شابا وامرأة في نفس الشارع تركنا تلك المنطقة ونزحنا الى مكان اكثر امنا ولا اعلم الى الان ماذا كان مصير اصدقائي على هذا الحاجز وما حدث معي ترك اثرا في نفسي ان من يحاربهم الجيش هم مجرمون .

وهناك حالات قتل بالقنص لشهداء الكلمة واخرها كانت الشهيدة يارا عباس التي تم قتلها واصابة المصور الذي يرافقها لدى اداء مهمتها الصحفية في القصير.



    سيذكر التاريخ دائما ان هؤلاء هم من اشعلوا الفتنة بين ابناء الشعوب الواحدةوان الدول الغربية والعبرية زجت بالعدد الكبير المدرب منهم واختارت لهم ادوارهم واماكن تواجدهم وزودتهم بالسلاح والذخيرة لاكمال المسرحية الهزلية التي صدّقها البعض وروّج لها البعض الاخر لكسر الشعوب العربية وهزمها   



ندى نورالله *

0 التعليقات:

إرسال تعليق