الأربعاء، 10 يوليو 2013

قوى الثامن من آذار تختار "الطلاق".. فهل يسهل هذا الأمر تأليف الحكومة؟

قوى الثامن من آذار تختار "الطلاق".. فهل يسهل هذا الأمر تأليف الحكومة؟

 ماهر الخطيب - خاص النشرة
لم تنجح مختلف الوساطات في معالجة الخلاف الذي حصل بين رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون وقوى الثامن من آذار في الفترة الأخيرة، وبات واضحاً أن الجانبين إختارا "الطلاق" على صعيد الملفات الداخلية، على إعتبار أن التفاهم بينهما ليس ممكناً في الوقت الراهن.
يوم أمس، حجب الإهتمام بتداعيات الإنفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية التركيز على الكلام الصادر عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والذي أعلن فيه أن تحالف 8 آذار بات معلقاً، في وقت كانت بعض المعلومات تتحدث عن أن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أبلغ رئيس الحكومة المكلف تمام سلام أن تكتل "التغيير والإصلاح" لم يعد جزءاً من 8 آذار، وسط ترجيحات بأن يؤدي ذلك إلى تسهيل تشكيل الحكومة العتيدة، فما هي حقيقة هذا الأمر، وما هي أسباب هذا "التخبط" بين الحلفاء؟
 
التحالف بالمعنى الدقيق لم يكن يوماً موجوداً
لا تبدو قوى الثامن من آذار متفاجئة من حالة "التخبط" التي تمر بها في هذه الأيام، هذا الأمر ليس بجديد من وجهة نظر مصادرها، التي تدعو إلى التنبه إلى أن "التيار الوطني الحر" لم يكن جزءاً منها منذ البداية، وتذكر بأن ولادتها كانت يوم الثامن من آذار من العام 2005، حيث كان التيار في المقلب الآخر.
وتشير هذه المصادر، عبر "النشرة"، إلى أن التحالف بالمعنى المؤسساتي لم يكن يوماً موجوداً، أي ليس هناك من هيئة قيادية تجتمع من أجل أخذ القرارات الموحّدة، حيث تلفت إلى أن قوى الرابع عشر من آذار لديها هذا الإطار بالرغم من غياب القضية الأساسية التي تجمعها، في حين أن لديها هي قضية كبيرة تجتمع حولها من دون وجود قيادة واحدة قادرة على أخذ القرارات بشكل حاسم، وتشدد على أن هذا الأمر كانت له تداعيات في الفترة السابقة.
على صعيد متصل، توضح مصادر أخرى من هذه القوى أن الذي حصل في الأيام الأخيرة لم يكن الأول من نوعه، حيث أن الخلافات حصلت في السابق في أكثر من مناسبة، لكن الجديد هو عدم القدرة على الوصول إلى تفاهم مع العماد عون، وترى أن هذا الأمر يعود إلى أن ما يطالب به غير ممكن.
وتشير المصادر إلى أن قوى الثامن من آذار لم تكن قادرة على الموافقة على إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها، كما كان يريد العماد عون بالرغم من قناعته بامكانية تحقيق تقدم على الفريق الآخر، حيث أنها لم تكن ترى أن هذا الأمر واقعي، كما أنها لم تكن تعتبر أن هناك إمكانية لاجرائها في أكثر من دائرة.
ومن جهة ثانية، لدى قوى الثامن من آذار مخاوف من الوصول إلى فراغ في القيادة العسكرية، ما دفعها إلى الموافقة على إقتراح تمديد ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي، الأمر الذي يرفضه العماد عون من الناحية المبدئية، وتشير المصادر إلى أن لا إمكانية لتشكيل حكومة تعيّن قائداً جديداً للجيش قبل إنتهاء ولاية قهوجي، كما أن لا إمكانية لحلول رئيس الإركان مكانه، بالإضافة إلى وجود فراغ في مجلس القيادة، ما يعني أن المؤسسة العسكرية قد تكون من دون قيادة في الفترة المقبلة، وهذا الأمر لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال.
 
التطورات الأخيرة لن تسهّل مهمة سلام
على صعيد متصل، تشدد المصادر على أن التطورات الأخيرة لا تعني أن كل فريق أصبح في مكان، بالرغم من إشارتها إلى أن حالة الإعتراض لا تقتصر على "التيار الوطني الحر"، وتلفت إلى أن التحالف الإستراتيجي لن يتأثر بالرغم من حالة "التخبط" هذه، أما على صعيد الملفات الداخلية بات لكل فريق رؤيته في معالجة الأمور.
وعلى الرغم من إعتبار رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن هذا الأمر سوف يساهم في تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، لا توافق المصادر على هذا الأمر، حيث تشير إلى أن التفاوض سيكون في المرحلة المقبلة على أساس حجم الكتل البرلمانية، ما يعني أن الحصة الوزارية قد ترتفع من الناحية العددية لتتجاوز ما يسمى بـ"الثلث الضامن".
وفي هذا السياق، توافق المصادر على القول أن غياب "المايسترو" السوري ساهم في مضاعفة الأزمة، وترى أنه الوحيد الذي كان قادراً على جمع القوى المتحالفة عند وقوع الخلاف، وتشير إلى أن "حزب الله" لم ينجح في القيام بهذه المهمة بالرغم من سعيه الدائم إلى معالجة الخلافات.
وتؤكد أن ليس هناك من فريق أساسي كان يرفض إيجاد الإطار المؤسساتي الذي يساعد في معالجة الخلافات، لكنها ترى صعوبة في تحقيق هذا الأمر من الناحية المبدئية، على إعتبار أن قيادات الصف الأول غير قادرة على تولي المهمة لأسباب عديدة، في حين أن قيادات الصف الثاني لا تستطيع أخذ القرار المناسب دائماً، ومن هذا المنطلق كان هناك رغبة بعدم الدخول في هذا الموضوع.

0 التعليقات:

إرسال تعليق