الاثنين، 22 يوليو 2013

بري دعا الحريري الى العودة: إذا ترشح لرئاسة الحكومة ندرس هذا الأمر

بري دعا الحريري الى العودة: إذا ترشح لرئاسة الحكومة ندرس هذا الأمر


أشار رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حديث صحفي، الى أنه كان قد أعلن أنّ 8 آذار لم تعد موجودة على مستوى التحالف في القضايا الداخلية، "لكن يبدو أنّ الفريق الآخر يريد لـ8 آذار أن تبقى".
ورفض بري بشدّة أخذ أيّ مقعد وزاري شيعي لأيّ فريق، "ما لم يأخذ الثنائي الشيعي مقعداً بديلاً منه ضمن حصّته من طوائف أخرى"، وذلك في ردّ منه على طرح يقول بأن "يُعطى مقعد شيعي لـ"الكتلة الوسطية" من أصل المقاعد الشيعية الخمسة في حكومة تضم 24 وزيراً، في مقابل إعطاء بديل مسيحي له لرئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون".
وأبدى بري تشاؤمه إزاء احتمال ولادة الحكومة قريباً، مُبدياً ارتياحه الى الموقف الذي يتّخذه رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط، وأوضح أنه "لولا موقف جنبلاط المعارض حكومة الأمر الواقع لكانوا ألّفوا هذه الحكومة منذ مدّة".
وسأل: "لماذا يريد رئيس الحكومة المكلّف أن نثق بأنّه بات وسطياً وهو الخارج توّاً من فريق 14 آذار، ولا يصدّق هو والفريق الآخر ما أعلنته من أنّه لم يعد هناك ثلث معطل، وأن تحالف فريق 8 آذار لم يعد موجوداً أيضا على مستوى التحالف إزاء الملفات الداخلية ومنها تأليف الحكومة؟". واستطرد: "لقد صدّقني فقط في هذا الأمر العماد عون، وكلّ ما قاله في هذا المجال عن خلافنا معه كان صحيحاً، فهل بات مطلبهم عودة 8 آذار؟"
وأبدى بري إستغرابه "ذلك التناقض في مواقف تيار "المستقبل"، بحيث يصدر عن رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب فؤاد السنيورة موقف، ثمّ نسمع موقفاً مناقضا له من مسؤولين آخرين في التيار". وقال: "في ضوء هذا الواقع أرى أن يعود رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الى بيروت من أجل الحوار ومواجهة التحديات. فإذا كانت الحجّة المخاطر الأمنية فإنّ فريق 14 آذار يجتمع في "بيت الوسط" وفي إمكان الحريري أن يعود إلى هذا البيت الذي هو بيته لنتشاور معه ونتباحث في ما يمكن أن يؤدي الى خروج البلاد من الأزمة عبر الحوار والحكومة وغيرهما".
وتابع برّي: "إنّ الحوار مطلوب، ولا ينبغي أن يكون مشروطاً، إذ لا يمكن لحوار أن ينجح إذا اقترن بشروط، فبمجرّد انعقاد هذا الحوار تتحقّق نتائجه الإيجابية التي تفيد البلد حتى لو لم يتفق المتحاورون مباشرة أو سريعاً على المواضيع الواردة في جدول أعماله. فعام 2006 عقدنا حواراً، وخلاله شنّت إسرائيل عدوانها على لبنان، ولكنّنا انتصرنا في هذه الحرب نتيجة هذا الحوار، إذ نزح من الجنوب نحو تسعمئة ألف لبناني، احتضنتهم بقية اللبنانيين في كلّ المناطق. وبعد انتهاء الحرب تعرّضنا لحصار فاعتصمنا في مجلس النواب وتمكنّا من رفع هذا الحصار. كلّ ذلك كان نتيجة هذا الحوار الذي وحّد اللبنانيين".
واعتبر أنّ "لبنان يتعرّض لحصار منذ بضعة أشهر، ما أدّى الى غياب المصطافين العرب والخليجيين عن ربوعه، لكنّ هذا الحصار لن يحقّق لفارضيه أيّ هدف من أهدافهم"، مشدّداً على أنّه "لا يمكن تأليف حكومة في لبنان ما لم تتمثل فيها كلّ المكوّنات السياسية اللبنانية".
وفي حديث الى صحيفة "الأخبار"، إستبعد بري، في ظل التمترس السياسي القائم، تشكيل حكومة "في المدى المنظور".
ومع وصول الأمور الى هذه المرحلة، تساءل:"لماذا لا يأتي سعد الحريري الى بيروت، وإذا ترشح إلى رئاسة الحكومة ندرس هذا الأمر؟"
وقال بري: "إذا كان عدم عودة الحريري بحجة أن الوضع غير آمن، فنحن نشاهد أن كل اجتماعات 14 آذار تعقد في بيت الوسط. وعليه يمكن أن يأتي الى دارته في بيت الوسط. وإذا ترشح إلى رئاسة الحكومة، أكرر أننا سندرس هذا الامر".
وأكّد بري أنه لا يقلل من الاخطار الامنية التي تتربص بلبنان، مشيراً الى أن "البلد يعج بالأخبار عن الوضع الامني الخطر". وقال: "بصراحة، أنا خائف على الامن في البلد، وهناك معلومات تبرر خوفي، وتجعلني أطالب بكل قوة بإنجاز الامور التي تحصّن البلد أمنياً وسياسياً".
وعن الدعوة إلى الحوار الوطني، قال بري: "الحوار مطلبي الدائم. ونحن رأينا، بالأمس، ونرى، اليوم وغداً، أن الحوار أمر بديهي، وهو أسلوب متبع لحل المشاكل والأزمات في كل بلدان العالم. ولكن عندما توضع شروط على الحوار يصبح حواراً خارج الطاولة. فالشروط يتم وضعها بين الأعداء وليس بين الشعب. نحن بيننا خصومة لا عداوة. أنا أضع شرطاً على الإسرائيليين وليس على الخصم اللبناني".
وعن مستجدات الاتصالات من أجل تسهيل تأليف الحكومة، قال بري: "اقترحت ما لديّ، ولكن الناس لا تريد أن تسمع. لو أخذوا بمبادرتي لكان تم تأليف حكومة تتمثل فيها كل الأطراف وليس فيها لأحد ثلث لا معطل ولا مبطل. ولكن تبين أنهم يريدون حكومة إخضاع، وأن هناك استهدافاً واضحاً".
وأكد في هذا السياق أن "لا أحد في لبنان له قدرة على استهداف فريق آخر"، مذكراً بـ"أننا نحن الوحيدون الذين رفضنا أن يُعزل غيرنا، فحري بنا ألا نقبل بأن يعزلونا".
وكشف أن الاتصالات مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام لم تؤدّ حتى الآن إلى نتيجة. وأضاف: "يبدو أن حالة التمترس السياسي هي المسؤولة عن حال التردي التي نحن فيها الآن والتعثر في كل شيء". ورأى أنه كان يمكن لمبادرته أن تؤدي الى اختراق في هذا الوضع الراكد، لكن للأسف لم يؤخذ بها.
واستغرب "انهم كانوا يقولون لا نريد الثلث المعطل، وبعد موقفي بأنه لم يعد هذا الامر موجوداً ، يريدونني أن أعود اليه". وشدد على أنه لن يتراجع عن مواقفه التي أعلنها أخيراً والمتعلقة بالتفاوض حول تشكيل الحكومة.
وأعرب بري عن تقديره لما ورد في الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي، معتبراً أن التعليقات عليه لم تستجب لروحيته وتعاملت معه وفق منطق "عنزة ولو طارت".

0 التعليقات:

إرسال تعليق