الخميس، 4 يوليو 2013

الخامس من تموز - يوم شهيد امل ولادة معمدة بالدم‎

يوم تهادى الشرف فوق صخور عزتنا، وتراءت خيوط النور من بعد الغمام تشق فجر أمتنا.
يوم راح اﻷمل ينثر عشقا يطوف بين اﻷرض والسماء، سالت دماء الطهر في اﻷرجاء لتحرك فينا ما كنا نظن أننا فقدناه "اﻹنسان".
يوم تبين الخيط اﻷبيض من اﻷسود، هجرنا رماديتنا، وتركنا زوايانا المظلمة، وأطفأنا القناديل عندما سطعت شمس الحقيقة من نور فكرك سيدي يا موسى الصدر.
يوم صارت صباحاتنا تكلمنا بلغة الوضوح، ولم تعد أسرارها رهينة الخوف والقلق، وأصبح الحق سيد الموقف.
حينما رفضنا المجد المزور وأبينا أن نكون أسرى السلاطين وآمنا بأن العبودية لله وحده، حينها فقط أضيئت الشعلة وكانت حركة أمل.
يومها لم يكن قد مر بضعة أيام على اعتصام اﻹمام الصدر في مسجد الصفا رفضا لحرب أهلية طائفية تلغي التنوع وتقضي على ما تبقى من إنسانية فينا، وهو كان قد خرج من ذاك الاعتصام وعينه على وطن جريح مشظى، أضاعت بندقيته البوصلة وصار فاقدا للهوية، تتلاعب به رياح الطائفية البغيضة. وكان الإنفجار في عين البنية بتاريخ 5/7/1975 ، لكنه لم يكن كغيره من انفجارات متنقلة بين مناطق لبنان، ﻷن من ارتفعت أرواحهم في ذاك اليوم مع صرخات الله أكبر كانوا قد ساروا على الصراط وكتبوا بدمائهم وصية "أن كونوا مؤمنين حسينيين"، هم كانوا يجهزون أنفسهم لقتال عدو الوطن إسرائيل.
بعد انقضاء الليل أشرق فجر اﻷمل من دماءات شهدائنا وحينها أعلن إمامنا وقائدنا ومفجر ثورة المحرومين والمضطهدين وصانع المقاومة في لبنان ولادة أفواج المقاومة اللبنانية "أمل" بتاريخ 6/7/1975 وقدمها بأنها أزهار الفتوة والفداء ممن لبوا نداء الوطن الجريح.
من هنا بدأنا من ساحات الشهادة ومن معسكرات التدريب ، من الفكر الحسيني، من نهج اﻷنبياء واﻷولياء والصالحين، انطلقنا من إيماننا بالله، من وجع المحرومين، من أنين المعذبين، من نبذ التعصب والفئوية، من رفض الظلم، من رفض الاحتلال، من إنسانية مسلوبة، من كرامات مهدورة، من جراحتنا التي سالت دماء ليزهر الوطن تحريرا وانتصار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق