الخميس، 18 يوليو 2013

رسالة من شارل أيوب إلى الرئيس الأسد:"اقتلني ولا تحتقرني"

رسالة من شارل أيوب إلى الرئيس الأسد:"اقتلني ولا تحتقرني"

ليس لي فضل في الوقوف الى جانب سوريا الاسد، بل هي قناعة، لان سوريا رفضت التوقيع مع اسرائيل واصرت على الحقوق العربية. ومنذ اليوم الاول من صدور الديار، صدرت الديار وفيها نعم لسوريا الاسد.
26 سنة وانا اتلقى الضربات من المخابرات السورية في لبنان، 26 سنة وانا اتلقى التقارير من اميل لحود وجماعاته ومخابراته ورجال أمنه، 26 سنة واميل لحود وغيره يريدون تدمير العلاقة مع سوريا.
اكبر معركة قام بها اميل لحود من أجل القضية القومية والسورية هو انه "زحط عن الصوفا فجاء على السجادة"، وانا اموت واقول هذا الكلام الحقيقي.
26 سنة وانا مع سوريا ولم أطلب منها مرة، لا بل عرض عليّ الرئيس الراحل والاستاذ جبران كورية المساعدة فرفضت، وقلت لا يجوز لان مدخولي يكفيني وانا اتلقى اموال من سوريا، تقاوم اسرائيل في الجولان ولا تتنازل عن شبر من ارضها. اكثرية الجماعة السورية في لبنان سرقت، اكثريتهم نهبوا خيرات لبنان، اكثريتهم زوّروا في الوزارات، بل اخذوا امرا واحدا عليّ، وهو اني أُصبت بمرض لعب الميسر، وانا لعبت بمرض شفيت منه والحمد لله.

ربع قرن وانا مع سوريا، وعرضت عليهم شراء "الديار"، وعرضت عليهم رهن "الديار"، حتى البنك التجاري السوري اخذ مني فائدة 80 الف دولار ولم اطلب الغاء الفائدة.

ان الحياة وقفة عزّ فقط، ان الحياة هي صدق، ان الحياة هي عطاء، هكذا تعلمت أنا، هكذا تنشّأت في مدرستي القومية، ولم أزعبر ولم العب على احد، لا لزوم لذكر مواقفي فهذا معيب لي، لكن الصديق عند الضيق. انا في ضيق كبير، وانا قلت لسيادة الرئيس بشار الاسد انا وقيعتك، قلت له يا سيادة الرئيس لقد وقعت، انقذني، مدّ يد النخوة عندك إليّ وانتشلني بالنخوة التي فيك، ولا تتركني هكذا، و6 رسائل و3 سنوات ولم اتلقَ شيئاً وقبلها لم اتلقَ شيئا الا مرة واحدة، ومبلغ يساوي مصروف الديار لـ 20 يوماً، هذا كل ما حصلت عليه، انا لست هنا جابي حسابات ولا شحّاذ، انا لو اردت ان افعل اموالا وانشىء ثروة لما انشأت "الديار"، انا جئت اقول الحقيقة في الديار انا جئت من اجل قضية قومية في الديار. وبالنتيجة بعد ربع قرن، يتم اهمالي وعدم الرد علي وعدم احترامي، ولا اسمع كلمة جواب واحدة. أنا افضّل ان اموت وسأموت، والايام آتية، على أن اسكت عن جرح من خنجر تم طعنه في ظهري وفي خاصرتي، وانا لن اطعن احداً في الظهر، لا اليوم ولا غداً ولا بعده. بل اقول اني سأشرح عن قضيتي القومية وعن نفسي، وسأبقى اقول الحقيقة مهما كلفتني ولو كلفتني حياتي.

لقد وقفت مع سوريا من اجل قضية قومية، وسأبقى مع سوريا من اجل القضية القومية، لكني لم أعد أصدّق احد. هذه قصتي ببساطة، هذا هو وضعي، وان كان أحد لديه وثيقة او اي امر يتعلق بشارل ايوب ليبرزه ليعرف الرأي العام اللبناني والدولي ان شابا مارونيا لبنانيا عربيا، وقف في وجه التيار المعادي لسوريا في المنطقة الشرقية والمناطق المسيحية، ودافع عن سوريا الاسد، وتعرض لمحاولات اغتيال، ومع ذلك تبدّل الكون ولم يبدّل. ويتغيّر الكون ولا أتغير، لان منطلقي هو القضية القومية، يجب ان يعرف الرأي العام العربي كيف ان الجريدة وقفت مع دولة 25 سنة عن قناعة قومية، كيف تم رمي هذه المؤسسة في الشارع، وتركها وحيدة مع التذكير مرة اخرى ان رامي مخلوف وحده يشتري نصف لبنان. ومعروف ان رامي مخلوف هو ابن خال الرئيس بشار الاسد.

الحمد لله ثم الحمد لله، اني قلت ما عندي، واني قلت الحقيقة، وقلت اني قمت بكل واجباتي القومية ولم اطلب قرشا من سوريا، والناس تعتقد ان تمويل "الديار" هو من سوريا، فيجب ان تعرف الناس الحقيقة، يجب ان تعرف ان الجريدة سقطت ربع قرن، وعندما وقعت الوقائع والحروب في المنطقة تم التخلي عنها، في ما عندما وقعت سوريا في لجنة ميليس والانسحاب من لبنان وغير ذلك، وقفت "الديار" مع الرئيس الاسد، وحين وقعت المعارضة في هجوم على النظام، وقفت الديار مع سوريا الاسد، فما هو المطلوب مني.

انا لا اخ عندي ولا ابن عم يحمل بندقية ولا احد يدافع عني، انما تدافع عني الحقيقة، وأتحدّى اي مسؤول سوري ان يقول غير الذي اكتبه. اتحدّى ان يقول النظام السوري ان الذي اكتبه غير صحيح.

اكتفي بهذا القدر، والحياة عندي وقفة عزّ والجسد لا يساوي شيء من الروح، باستطاعة الرئيس بشار الاسد ارسال ما يريد لقتلي بسهولة فأنا ليس عندي حماية. وانا اقول لك يا سيادة الرئيس، اقتلني، ولا تسأل عني، فدمي سيكون برقبتك، اقتلني فسأورث اولادي الخمسة شرف الشهادة من اجل الحقيقة، اقطع لي السيارة التي تريد، فجّر العبوات التي تريد، كلّف من تريد ان يطلق النار عليّ، الان اصبحت الامور واضحة، انني انتظر رصاصاتك وعبواتك او سياراتك لتنفجر بي وتقتلني، لاني تجرأت على مخاطبتك، وانا لا اخاف الا من الله، والله خلقنا كلنا بشر، كلنا مثل بعضنا مع فارق المسؤولية. لكن كم يعتريني حزن هو اقوى من الموت، عندما اعرف ان 25 سنة ضحّيت فيها من اجل سوريا، وجرى اسقاطي 3 مرات في الانتخابات ومحاربتي في كل مكان، وكان عز السارقين والناهبين وانا كنت مضطهد، ان حزني لا يساويه شيء الا الموت، وكما قال السيد المسيح، ان نفسي حزينة حتى الموت، وانا بالفعل ان نفسي حزينة حتى الموت.

واخيرا، انتظر ان تغتالني، فلا حاجة لتركيب سيارات ملغّمة ولا رصاص ولا عبوات، انا عندي من الشجاعة ما يجعلني ان آتي الى ساحة الامويين واطلق الرصاص على رأسي، انا لديّ من الشجاعة ما يجعلني ان افعل ذلك، لكن هل هنالك مسؤول سوري واحد، مستعد ان يواجهني على التلفزيون ونتناقش مع اي سوري على اي مستوى من موظف الى اعلى المستويات، أتحدّى احد ان يناقشني بما فعلته في ربع قرن وما فعلتموه بي.

بكل احترام ومحبة
يا سيادة الرئيس
شارل ايوب

0 التعليقات:

إرسال تعليق